دعوات لمحاربة العنصرية في كرة القدم بعد شتائم موجهة للاعبي مانشستر يونايتد بوغبا وراشفورد
أثار تعرض لاعب كرة القدم الفرنسي بول بوغبا لحملة من التهديدات والتعليقات العنصرية على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد إضاعته ضربة جزاء في المباراة التي تعادل فيها فريقه مانشستر يونايتد أمام ولفرهامبتون واندررز بهدف لمثله، حالة من الاستياء في أوساط كرة القدم. وتوالت بعدها الدعوات لهذه الوسائل للعمل على التصدي للعنصرية على مواقعها.
نشرت في:
ليست العنصرية بالظاهرة الجديدة في عالم كرة القدم على الرغم من كل الجهود المبذولة للتصدي لها، وعلى الرغم من الأعراق المتنوعة والمتعددة لنجومها الكبار. ولكن يبدو أن الظاهرة لا تزال مستشرية، بل وانتقلت من الهتافات في الملاعب إلى شبكات التواصل الاجتماعي.
إذ تعرض النجم الفرنسي بول بوغبا لحملة تهديدات وتعليقات وشتائم عنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إهداره ركلة جزاء في مباراة فريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي مع ولفرهامبتون واندررز ضمن الأسبوع الثاني من الدوري الممتاز، والتي انتهت بالتعادل بهدف لمثله.
وفي المباراة اللاحقة للشياطين الحمر حذا ماركوس راشفورد حذو زميله الفرنسي بإضاعة ركلة جزاء أمام كريستال بالاس، ليخسر الشياطين الحمر اللقاء بهدفين لهدف. وعلى الرغم من أن عددا من مشجعي مانشستر دخلوا المدرجات حاملين لافتة كتب عليها "متحدون ضد العنصرية" فقد كان نصيب اللاعب الإنكليزي الشاب من الشتائم العنصرية شبيها بنصيب بوغبا.
Manchester United fans stand against racism and support Paul Pogba and others 🙏🏽 #MUNCRY pic.twitter.com/mFwuVF3Tgw
SONTFootball (@SONTFootball) August 24, 2019
وأثار هذا موجة من الاستياء حيال هذا التصرف في الأوساط الكروية والإعلامية المتابعة للشأن الرياضي بشكل عام. إذ أعرب مدرب مانشستر يونايتد ولاعبوه عن تضامنهم مع اللاعبين الشابين. وقال المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير "لا أصدق أننا ما زلنا نتحدث عن هذه الأمور في 2019"، وأضاف مؤكدا ثقته في اللاعبين "نتدرب على ركلات الجزاء مع ماركوس (راشفورد) وبول (بوغبا). سيسجل واحد منهما الركلة المقبلة، أنا متأكد من ذلك".
Ole on @PaulPogba: "He's a strong character. When you speak to him he's fine and I just cannot believe we're still sitting here in 2019 talking about these instances." #MUFC pic.twitter.com/CdcczOV5M0
Manchester United (@ManUtd) August 23, 2019
وكتب النادي الذي ينتمي له اللاعبان على تويتر "مانشستر يونايتد لن يتسامح أبدا مع العنصرية".
Manchester United has zero tolerance of any form of racism or discrimination. #allredallequal pic.twitter.com/neapEz2FFa
Manchester United (@ManUtd) August 20, 2019
دعوات للعمل على مواجهة العنصرية
وتابع مدرب الشياطين الحمر "في مواقع التواصل الاجتماعي يمكن للأشخاص التخفي خلف هويات زائفة وأسماء مستعارة. هناك الكثير من الحسابات باسم أولي غونار سولشاير على هذه المواقع لكني أدرك أنهم ليسوا أنا. يجب على السلطات أن تجد حلا تجاه كل من ينشر هذه الكراهية. نشعر بالأسف تجاه هؤلاء حقا".
أما بول بوغبا فقد نشر تغريدة على تويتر فيها صورة له وهو يحمل ابنه وخلفه صورة لزعيم الدفاع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة مارتن لوثر كينغ وقال فيها "لقد كافح أجدادي ووالداي لأجل أن يكون جيلي حرا اليوم، أن يتمكن من العمل، من ركوب الحافلة (إشارة إلى قانون قديم كان يمنع ركوب الأمريكيين أصحاب البشرة السوداء من الجلوس في مقدمة الحافلة)، وأن يلعبوا كرة القدم. الإهانات العنصرية هي الجهل ولا يمكن إلا أن تزيد قوتي وتحفزني للنضال من أجل الأجيال القادمة".
My ancestors and my parents suffered for my generation to be free today, to work, to take the bus, to play football. Racist insults are ignorance and can only make me stronger and motivate me to fight for the next generation. pic.twitter.com/J9IqyWQj4K
Paul Pogba (@paulpogba) August 25, 2019
وغرد الصحافي ومقدم البرامج الإذاعية البريطاني جون غونت قائلا "هناك طريقة واحدة للتصدي للعنصرية على تويتر، وهي منع الحسابات المختفية وراء أسماء غير حقيقية، لنر إن كان لدى هؤلاء العنصريين الحثالة الجرأة على الظهور بوجوههم وأسمائهم الحقيقية بجانب تعليقاتهم وآرائهم العدوانية البذيئة".
There is only one way to cut out racism on @Twitter and that is to ban anonymous accounts @kickitout Let's see if the racist scum and trolls are brave enough to put their face and real name next to their foul offensive comments and opinions. Do you agree? https://t.co/wleTsMydCa
Jon Gaunt (@jongaunt) August 25, 2019
وشهد الدوري الإنكليزي الممتاز نقاشا حول العنصرية نهاية الموسم الماضي عندما نشر عدد من مشجعي نادي تشيلسي اللندني على شبكة الإنترنت مقطع فيديو يسيء لنجم منتخب مصر ونادي ليفربول محمد صلاح بسبب أصله العربي وديانته الإسلامية. وأدان تشيلسي هذا التصرف من أنصاره واتخذ إجراءات ضد من تعرف عليهم من المسؤولين عن الفيديو بعد تحقيق فتحه بشأنه.
وأظهرت دراسة أصدرتها مؤسسة "كيك.إت.آوت" التي تعنى بمكافحة التمييز العنصري والجنسي والديني في الرياضة الشعبية الأولى في العالم، أنها تلقت 159 تقريرا عن حالات تمييز عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى درجات المحترفين في إنكلترا الموسم الماضي.
إنكلترا ليست الوحيدة
وليست إنكلترا الوحيدة التي تعاني هذه الظاهرة في أوروبا، فيوم السبت 24 أغسطس/آب رفعت جماهير نادي كيمنتس الألماني الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة لافتات عنصرية ومعادية للسامية في مباراة فريقهم ضد الفريق الرديف لبايرن ميونيخ.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2018 دار جدل في إيطاليا بعد تعرض مدافع نابولي السنغالي كاليدو كوليبالي في مباراة فريقه أمام إنترناسيونالي، وطلب مدرب الفريق إيقاف المباراة ثلاث مرات ولكن الطاقم التحكيمي لم يستجب، بل أشهر البطاقة الحمراء في وجه كوليبالي بعد أن فقد أعصابه.
كما تعرض لاعبو يوفنتوس الإيطالي مويز كين وبليز ماتويدي وأليكس ساندرو لصافرات استهجان وتقليد لصيحات وأصوات القردة على ملعب كالياري في أبريل/نيسان 2019.
وفي الشهر نفسه دفعت الهتافات العنصرية طاقم تحكيم مباراة ديجون وأميان في الدوري الفرنسي لإيقاف المباراة لعدة دقائق وجه بعدها حكم المباراة تحذيرا للمشجعين بإيقاف المباراة نهائيا في حال استمرار سلوكهم.
وكثيرا ما اشتكى الكاميروني صامويل إيتو الذي كان يلعب مع برشلونة حتى عام 2009 من تعرضه لإساءات عنصرية على الملاعب الإسبانية.
فرانس24
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك