مباراة السعودية في الضفة الغربية المحتلة.. "تطبيع" مع إسرائيل أم "دعم" للفلسطينيين؟
نشرت في: آخر تحديث:
أثارت المباراة التاريخية التي جرت الثلاثاء بين المنتخب السعودي لكرة القدم ونظيره الفلسطيني على ملعب فيصل الحسيني في بلدة الرام في الضفة الغربية المحتلة، وانتهت بالتعادل 0-0، جدلا واسعا بين من يرى فيها "تطبيعا" مع إسرائيل، وبين مع يعتبرها "كسرا للحصار" على الفلسطينيين ودعما لهم.
خاض منتخب السعودية لكرة القدم الثلاثاء لقاء مثيرا للجدل ضد نظيره الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وانتهى بالتعادل السلبي صفر لمثله.
وهذه المباراة اعتبرها البعض "تطبيعا" مع الدولة العبرية عبر بوابة الرياضة، فيما رحب بها آخرون رأوا فيها مجرد حدث كروي، لا بل و"كسرا للحصار" على الفلسطينيين ودعمهم.
حساب المنتخب السعودي لكرة القدم على تويتر
— نهاية المباراة .
المنتخب السعودي (@SaudiNT) October 15, 2019
بالتوفيق للأخضر في قادم المباريات 💚#معاك_يالأخضر#الأخضر_في_فلسطين pic.twitter.com/fu9FiPahIP
وسبق للعديد من الأندية والمنتخبات العربية أن رفضت اللعب في الضفة، حيث أن دخول الأراضي المحتلة يتطلب عبور نقاط سيطرة تابعة لإسرائيل، التي ما زالت لا تقيم علاقات دبلوماسية مع أغلب الدول العربية، عدا مصر والأردن اللتين وقعتا معاهدتي سلام معها. ومن تلك الفرق النجمة اللبناني والجيش السوري ضمن كأس الاتحاد الآسيوي.
"تطبيع رياضي"؟
في سياق المواقف الرافضة لقدوم لاعبي منتخب الصقور إلى الأراضي الفلسطينية، قالت حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس" في بيان إنه "لا يمكن أن نقرأ قدوم المنتخب السعودي إلى فلسطين المحتلة في هذا الوقت تحديدا (...) إلا في سياق التطبيع الرسمي الخطير للنظام السعودي"مع إسرائيل.
حساب "حركة مقاطعة إسرائيل" على تويتر
موقف حركة المقاطعة (BDS) من زيارة المنتخب السعودي للأرض الفلسطينية المحتلة
حركة مقاطعة اسرائيل (@BDS_Arabic) October 13, 2019
لقراءة البيان الكامل: https://t.co/EJJiuBfDx7 pic.twitter.com/InLIRcE8me
من جهتها، نددت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بالمباراة، ودعت في بيان "الجماهير الفلسطينية والعربية للتعبير عن رفضها الشعبي لمحاولات استدخال التطبيع... عبر تنظيم لقاء يجمع بين المنتخب السعودي والفلسطيني...". مذكّرة برفض تل أبيب مؤخرا منح تصاريح العبور للاعبي فريق "خدمات رفح" للانتقال من غزة إلى الضفة، للعب مباراة إياب نهائي كأس فلسطين ضد شباب "بلاطة".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر هاشتاغ #التطبيع_الرياضي على تويتر لمعارضين لهذا اللقاء. وكتب علي قرقاع، وهو فنان فلسطيني ساخر، "يعني ضروري نظل نعيد ونقول، للمغنيين والفنانين والرياضيين أنو لا تدخل هسهسة إلى #فلسطينالمحتلة إلا عبر تنسيق وموافقة من الاحتلال الإسرائيلي، باستثناء الدخول لغزة عبر معبر رفح".
حساب علي قراقع على تويتر
يعني ضروري نضل نعيد ونقول، للمغنيين والفنانين والرياضيين انو لا تدخل هسهسة الى #فلسطين المحتلة الا عبر تنسيق وموافقة من الاحتلال الاسرائيلي، باستثناء الدخول لغزة عبر معبر رفح.#التطبيع_الرياضي
علي قراقع 🐢 (@AliQaraqe) October 9, 2019
"كرنفال قومي رياضي"
في المقابل، أكدت الهيئة العامة للرياضة في السعودية على أن توجه الأخضر إلى الأراضي الفلسطينية "يأتي تلبية لطلب الاتحاد الفلسطيني ورغبته في استضافة المباراة، وحرصا على ألا يُحرم المنتخب الفلسطيني من لعب المباراة على أرضه وبين جمهوره أسوة بالدول الأخرى".
كما حظي الصقور الذين وصلوا الضفة الغربية الأحد، باستقبال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي توجه إليهم بالقول "نشعر بسعادة غامرة، أنتم على أرضكم، صحيح أن الموضوع يتعلق بكرة القدم، لكن قدومكم يسعد الشعب الفلسطيني".
صفحة جبريل الرجوب على فيس بوك
من جهته، اعتبر رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب أن المباراة لا تشكل خرقا لمعايير حملة مقاطعة إسرائيل. قائلا للصحافيين "هذا الحدث استحقاق رياضي ينسجم مع القوانين المعمول بها دوليا، ومع مصلحتنا ورغبتنا في أن تكون هكذا لقاءات رسمية على أرضنا".
وكتب الرجوب على صفحته في فيس بوك "أهلا بكم في بلدكم، أهلا بالمنتخب السعودي الشقيق في فلسطين. الأخضر يلاقي الفدائي يوم الثلاثاء المقبل على إستاد الشهيد فيصل الحسيني في القدس ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023".
كما أكد الرجوب على أن "المباراة ستشكل كرنفالا قوميا إسلاميا رياضيا، حققت فلسطين خلاله إنجازا بطعم الفوز بمجرد دخول المنتخب السعودي إلى الأراضي الفلسطينية". حسب بيان نشره الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على موقعه الرسمي.
وعلى تويتر، كتبت "حركة فتح" على حسابها: "#السعوديةهم أشقاؤنا وعزوتنا وقدوتنا كل الاحترام لهم" مع رسم كاريكاتيري يرحب بالخطوة السعودية.
حساب "حركة فتح" على تويتر
#السعودية هم اشقائنا و عزوتنا و قدوتنا كل الاحترام لهم #المنتخب_السعودي_في_فلسطين #المنتخب_السعودي #السعودية #فلسطين
حركة فتح (@fatehorg) October 15, 2019
كاريكاتير المبدع اسماعيل البزم #بوتين_في_الرياض pic.twitter.com/EqB4MecP1o
"دعم للقضية الفلسطينية"
في نفس الموضوع، قال جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة عكاظ في اتصال هاتفي مع فرانس24: "السعودية وفلسطين أشقاء وعلاقتنا تاريخية ولا يمكن المزايدة عليها". مضيفا "هناك من يحاول إشعال الفتيل بين الأشقاء.. لا ننسى أن السعودية تشارك في المؤتمرات حول السلام في الشرق الأوسط".
وعن أسباب قبول السعودية خوض المباراة في الأراضي الفلسطينية بعد رفضها سابقا كما في 2015، قال الذيابي:"تم دعوتنا من قبل الرئيس الفلسطيني أبو مازن (محمود عباس).. فلسطين قائمة في الضفة وغزة وكل التطورات السياسية تؤكد ذلك".. وتابع محدثنا "الأهم هو أن هذه المباراة تمثل دعما للوجود وللقضية الفلسطينيين.. وإثبات الوجود الفلسطيني على أرضه".
الحساب الرسمي لمنتخبات كرة القدم السعودية
46' بداية الشوط الثاني .
المنتخب السعودي (@SaudiNT) October 15, 2019
السعودية 0 - 0 فلسطين#معاك_يالأخضر#الأخضر_في_فلسطين pic.twitter.com/y6gt0Aafrg
وتدخل المباراة ضمن التصفيات المزدوجة لكأس العالم2022 في قطر وكأس آسيا 2023. وهي أول مرة يواجه فيهاالمنتخب السعودي نظيره الفلسطيني على أرض الأخير، بعد مباريات سابقة أجريت بينهما على أرض بلد ثالث.
وسبق للسعودية أن رفضت في2015 خوض مباراة ضد فلسطين على أرض الأخيرة ضمن التصفيات المزدوجة أيضا، مخافة أن يعتبر الحدث الرياضي تطبيعامع الدولة العبرية .
وتأتي المباراة بعد أقل من أسبوعين على خوض فريق الرجاء البيضاوي المغربي لقاء ضد مضيفه هلال القدس الفلسطيني على أرضية نفس الملعب، ضمن دور الـ32 لبطولة الأندية العربية في كرة القدم، وانتهى لصالح الرجاء بنتيجة 1-0.
حساب "إسرائيل بالعربية" على تويتر
زار وفد من بعثة المنتخب السعودي 🇸🇦 لكرة القدم مدينة أورشليم القدس قبل المباراة التي تجمعه مع نظيره الفلسطيني. يسعدنا أن تمتد مساحة هذه الروح الرياضية لتشمل مباراة بين السعودية وإسرائيل أيضا. pic.twitter.com/TJW8iXOELr
إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) October 14, 2019
هذا ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية على حسابها في تويتر، فيديو وصورة للمنتخب السعودي خلال تنقله في القدس، قالت فيه: "يسعدنا أن تمتد مساحة هذه الروح الرياضية لتشمل مباراة بين السعودية وإسرائيل أيضا".
أمين زرواطي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك