ماكرون يجمع الصين والأوروبيين في باريس للتصدي لـ"الأحادية"

باريس (أ ف ب) –

إعلان

حض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي والصين وإفريقيا الثلاثاء على العمل الجماعي بهدف التصدي للتحديات العالمية التي تتفاقم مع عودة "القومية" و"الحمائية" و"الأحادية".

وألمح الرئيس الفرنسي إلى الولايات المتحدة أثناء افتتاحه "منتدى باريس للسلام" الثاني، قائلاً "إننا نعيش أزمة غير مسبوقة في نظامنا الدولي" وسط انبعاث "الأحادية، وفي بعض الأحيان حتى لدى من كانوا يعدّون الضامنين في نهاية المطاف لهذا النظام الدولي".

وتطرق الرئيس الفرنسي في سياق حديثه الى الانتقادات التي واجهتها تصريحاته الأخيرة حول اعتباره أنّ حلف شمال الأطلسي في "موت سريري"، داعياً إلى "التكلم بصراحة (...) فالتحفظ والنفاق لم يعودا مجديين في زمننا".

وشدد على "الحاجة إلى مزيد من التعاون"، مضيفاً أنّ "الخطر يكمن (...) في القول انه لدينا منظمات (دولية)، تعجبنا ولا نضعها موضع مساءلة، (ولكنها) فقدت الغاية منها في بعض الأحيان، ولا يعرف احدا وجهتها".

وانتقد تجاهل المشكلات الحقيقية ظناً أنها ستتبدد قائلا "لا أعتقد ذلك إطلاقاً، وقد أظهرت الأمر عبر مواجهة البعض (...) قبل أيام"، في إجابة على انتقاد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيسة المقبلة للمفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين التي كانت حاضرة في القاعة.

ويجمع منتدى باريس للسلام نحو 30 رئيس دولة وحكومة الثلاثاء والاربعاء، بينهم 12 مسؤولا من إفريقيا، ولكن من دون اي حضور أميركي رفيع.

ويتعرض النظام الدولي الناشئ على أنقاض الحرب العالمية الثانية إلى اهتزازات في ظل انكفاء الولايات المتحدة على نفسها وبروز النزعات القومية والشعبوية في اوروبا وآسيا.

من جانبها، دافعت فون در لاين عن نهج التعددية، وتعهدت الشروع بعمل أوروبي يهدف إلى "الاهتمام بالخارج أكثر".

وشددت على أنّ "أحداً لا يستطيع المواجهة وحيداً. لا يمكننا العمل للسلام والإزدهار إلا سوياً"، ووعدت بزيادة النفقات الخارجية للاتحاد الأوروبي بنسبة 30%.

-رفض "المضي بشكل أحادي"-

دافع نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان عن "إستراتيجية الانفتاح رابح-رابح" التي تعتمدها بلاده.

وقال إنّ الصين تسهم في النظام والاقتصاد الدوليين بوجود "1,4 مليار مستهلك، وأضخم طبقة وسطى".

وشدد على أنّه "لا يجب المضي بقرارات أحادية (...) الصين تتمسك بالنظام الدولي المرتكز على منظمة الأمم المتحدة وترغب في تشجيع اقتصاد دولي أكثر انفتاحاً".

وأشار المسؤول الصيني إلى الحرب التجارية الدائرة بين بلاده والولايات المتحدة، قائلاً إنّ "تنامي الأحادية والحمائية والشعبوية اليوم، تحديات تواجهنا".

بدوره، وعد رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسيكيدي بأن تستجيب إفريقيا وبلاده أكثر للتحديات الدولية الرئيسة، خصوصا على صعيد البيئة.

وقال "يتوجب على إفريقيا أن تتحوّل إلى منطلقا مهما على صعيد تقديم الحلول للتحديات الدولية بدلاً من أن تكون نفسها تحديا".

وأشار إلى أنّ "حوض نهر الكونغو وسهوبه سيساهمان في مكافحة الاحتباس الحراري (...) إذ من شأن استغلال هذه الأراضي الصالحة للزراعة أن يخفض بنسبة مرتين العجز الغذائي العالمي".

كما لفت إلى "إمكانيات الطاقة" وإلى "التربة الغنية جداً بالمعادن الاستراتيجية" في بلاده. وقال إنّها "مزايا كثيرة للمساهمة في ضمان السلام والاستقرار العالمي".

وكان الرئيس الفرنسي أسس لهذا المنتدى عام 2018 في المئوية الأولى للحرب العالمية، ودافع هذا العام عن سبب وجوده في ظل تعدد المؤتمرات الدولية المشابهة، من خلال التشديد على ضرورة إيجاد "سبل تعاون جديدة، وتحالفات جديدة".

ورجّح أن تكون النسخة الثانية للمنتدى "الاصعب"، ولكنّه اشار إلى "وجوب بناء شيء مستدام"، ملمحاً في السياق إلى غياب الأميركيين.