مسيرة تأييد للحكومة في هونغ كونغ بعد أسابيع من الفوضى

هونغ كونغ (أ ف ب) –

إعلان

نزل مؤيدو الحكومة في هونغ كونغ السبت إلى شوارعالمدينة السبت بعد أسبوع عمل في الفوضى التي تسبّب بها ناشطون مدافعون عن الديموقراطية لإحداث اضطراب كبير في المدينة واستنزاف الشرطة.

وأدت حملة "انتشروا في كل مكان" لإقامة حواجز على الطرق والتخريب في أرجاء المركز المالي العالمي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي إلى إغلاق أجزاء كبيرة من شبكة القطارات كما أجبرت المدارس ومراكز التسوق على إغلاق أبوابها.

واحتل الطلاب والمتظاهرون العديد من الجامعات الكبرى في جميع أرجاء المدينة. وهي المرة الأولى التي تتمركز فيها حركة تتميز عادة بالمرونة وصعوبة التكهن بتحركاتها في مواقع ثابتة، لكن مع نهاية نهار الجمعة تراجعت أعداد المحتجين.

وصباح السبت، تجمع قرابة 500 شخص، معظمهم في منتصف العمر ومن كبار السن، خارج مقر حكومة هونغ كونغ لإظهار الدعم للشرطة التي تتعرض لانتقادات شديدة بسبب تعاملها مع الأزمة السياسية المستمرة منذ حزيران/يونيو الفائت.

ولوّح المحتجون بأعلام الصين ولافتات مؤيدة لبكين، كما ردّدوا هتافات منها "ندعم الشرطة لفرض القانون رسميا" و"صراصير هونغ كونغ، قمامة عصرنا، في تهكم على أحد الشعارات الرئيسية للحركة المدافعة عن الديموقراطية "فلتستعيد هونغ كونغ، ثورة عصرنا".

والتقط المتظاهرون صوراً مع شرطة مكافحة الشغب المتمركزة في المكان.

- "لا تسامح" -

نزل آلاف الموظفين إلى الشوارع هذا الأسبوع في وسط المدينة، المركز المالي لهونغ كونغ، لإظهار دعمهم للحركة المدافعة عن الديموقراطية رافعين أيديهم ومباعدين بين أصابعهم الخمسة في إشارة إلى مطالب المحتجين الخمسة.

بدورها، حذّرت حكومة هونغ كونغ موظّفيها من أنها ستوقفهم عن العمل إذا تم توقيفهم وهم يشاركون في الاحتجاجات.

وقال وزير الخدمة المدنية جوشوا لو في مؤتمر صحفي الجمعة "يجب أن أؤكد أن الحكومة لا تتسامح مطلقا مع موظفي الخدمة المدنية الذين ينتهكون القانون". وأضاف "يجب ألا يشارك الموظفون المدنيون في أي أنشطة غير قانونية بما في ذلك التجمعات الاحتجاجية غير القانونية".

وتوظف الخدمة المدنية حوالي 175 الف شخص، حسب بيانات حكومة هونغ كونغ، أي حوالي 4,4 بالمئة من القوى العاملة في المدينة.

- عملية تطهير -

بعد خمسة أيام من تكتيكات "انتشروا في كل مكان" التي دفعت الشرطة إلى التحذير من أنّ المدينة على وشك "الانهيار التام"، بدأت الطرق التي تم إغلاقها تفتح مجددا أمام حركة المرور. لكن بعض الطرق ونفقا رئيسيا بقت مغلقة.

وبحلول صباح السبت، أخلى المتظاهرون جامعة هونغ كونغ الصينية، التي كانت مسرحا لبعض أشد الاشتباكات.

في الجامعات الأخرى، بدأت عمليات تطهير لإزالة المتاريس.

وانطلقت موجة التظاهرات في المدينة البالغ سكانها نحو 7,5 مليون نسمة من معارضة لمشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين، لكن تم إلغاؤه بعد ذلك. غير أن الاحتجاجات لم تتوقف بل تم رفع سقف مطالبها إلى الديموقراطية ومحاسبة الشرطة.

وفي غياب حل سياسي مطروح، تصاعد العنف وباتت الشرطة وحيدة في مواجهة المتظاهرين الذين باتوا يمقتونها. كما تصاعد التوتر بين الصين وبريطانيا المستعمر السابق للجزيرة قبل إعادتها لبكين في العام 1997.

والخميس، سقطت زيرة العدل في هونغ كونغ تيريزا تشينغ في لندن بعد أن حاصرها محتجون مدافعون عن الديموقراطية.

ونهضت تشينغ وغادرت موقع الحادث بدون أن تبدو عليها اي إصابة، لكن بكين انتقدت الحادث ووصفته بأنه "هجوم مروع" واتهمت بريطانيا بتأجيج حركة الاحتجاج.

وبدأت الاضطرابات السياسية المتلاحقة تلقي بظلالها على الأجانب المتواجدين في هونغ كونغ، إذ اعتقلت السلطات الخميس طالبين ألمانيين يبلغان من العمر 22 و23 عاما، ووجهت لهما تهم "التجمع غير القانوني".

بدورها، تنصح جامعات كبرى في هولندا حوالي 300 طالب هولندي في هونغ كونغ بالعودة بسرعة إلى ديارهم لأسباب أمنية.