البابا فرنسيس إلى اليابان حيث يطلق موقفاً حازماً ضد الأسلحة النووية

الفاتيكان (أ ف ب) –

إعلان

يحمل البابا فرنسيس الذي يقوم بزيارته الاولى إلى اليابان، حيث كان يحلم بالعمل التبشيري خلال فترة شبابه، رسائل طال انتظارها حول ازالة الأسلحة النووية سيطلقها من هيروشيما وناكازاكي اللتين قصفتا بقنبلتين نوويتين قبل 74 عاماً.

وقال البابا في شريط فيديو لليابانيين الاثنين "معكم أصلي لئلا تنطلق القوة التدميرية للأسلحة النووية (...) استخدام الأسلحة النووية أمر غير أخلاقي".

وأضاف الزعيم الروحي لنحو 1,3 مليار كاثوليكي في العالم "بلدكم يعرف الألم الذي تسببه الحرب"،داعياً إلى التزام "الاحترام المتبادل الذي يقود إلى سلام أكيد" يجب أن الدفاع عنه "بقوة".

يبدأ البابا الأرجنتيني البالغ 82 عاماً جولته من تايلند بين يومي 20 و23 تشرين الثاني/نوفمبر، ثم ينتقل إلى اليابان بين 23 و26 الشهر نفسه. وفي كلا البلدين أقلية كاثوليكية، مقابل غالبية من البوذيين والمؤمنين بالشنتو.

ولدى البابا فرنسيس قناعة بضرورة دعم الأقليات الكاثوليكية التي تشكل 0,6% من عدد سكان البلدين، لكن زيارته لهما تشكل أيضاً انعكاساً لرغبته في تشجيع الحوار بين الأديان.

وأكثر المحطات المنتظرة من زيارته الـ32 إلى الخارج يوم الأحد الذي سيقضيه في ناكازاكي ثم هيروشيما، اللتين قتل فيهما على التوالي 74 ألفا و140 ألفا اثر ضربهما بقنبلتين نوويتين أميركيتين قبل 74 عاما وتداعياتهما اللاحقة.

وبعد القصف النووي لهيروشيما في 6 آب/أغسطس 1945 وفي 9 آب/أغسطس لناكازاكي، استسلمت اليابان في 15 آب/أغسطس فانتهت بذلك الحرب العالمية الثانية.

واليابان البلد الوحيد الذي تعرض للقصف النووي.

وينتظر الأب يوشيو كاجياما، مدير المركز اليسوعي في طوكيو الذي ولد قبل 64 عاماً في هيروشيما، بفارغ الصبر خطاب البابا بشأن التخلي عن الأسلحة الذرية.

يقول كاجياما "لم أعرف جدي أبداً فهو قتل يوم القصف بالقنبلة"، مضيفاً "عندما ننشأ في هيروشيما، لا يمكن لنا أن ننسى القنبلة".

-دعوة قوية ضد الاسلحة النووية-

سيطلق البابا دعوة "قوية لصالح اتخاذ إجراءات مشتركة للقضاء التام على الأسلحة النووية"، كما تعهد الكاردينال بييترو يارولين، امين عام مجمع الكرادلة في الفاتيكان، وهو ثاني أعلى منصب في دولة الفاتيكان، أواخر أيلول/سبتمبر في الأمم المتحدة.

ويأمل الوزير السابق ومستشار السفارة اليابانية لدى الفاتيكان شيغيرو توكوياسو في أن تؤدي الزيارة الى تراجع "ثقافة اللامبالاة العالمية" بالأسلحة النووية. لكنه يرى أن على البابا تفادي الحديث عن إنتاج الطاقة النووية باعتباره موضوعا سياسيا حساسا.

ويلتقي الحبر الأعظم ضحايا زلزال بقوة 9 درجات تبعه تسونامي في شمال شرق اليابان، اسفر عن مقتل 18500 شخص في 11 آذار/مارس 2011. وتلا تلك الكارثة الطبيعية حادث نووي في فوكوشيما.

-تخوف من هجوم نووية-

وليس غريباً على البابا فرنسيس إطلاق انتقادات لاذعة ضد الدول المنتجة للأسلحة، وسبق له أن أعرب عن "التخوف" من وقوع هجوم نووي جديد.

ومطلع عام 2018 خلال أحد أسفاره، وزع على الصحافيين صورة التقطت في ناكازاكي عام 1945، تظهر طفلاً يابانياً يحمل على ظهره شقيقه الأصغر المتوفي، معلقاً عليها بأربع كلمات: "هذه هي ثمار الحرب".

وقبل فرنسيس، ألقى البابا يوحنا بولس الثاني خطاباً صادماً عام 1981 أمام نصب تذكاري مكرس للسلام في هيروشيما.

وقال حينها البابا البولندي "الحرب من صنع الإنسان"، مضيفاً "تذكروا هيروشيما، هذا رعب الحرب النووية".

وفي آب/أغسطس 2019، دعت مدينة هيروشيما اليابان إلى توقيع اتفاق الأمم المتحدة حول منع الأسلحة النووية الذي رفضته كافة القوى النووية في العالم.

وتتمتع اليابان بدستور سلمي كما اعتمدت في عام 1967 مبادئ "عدم إنتاج أو حيازة أو إدخال أسلحة نووية" إلى أراضيها.

لكن البلد لا زال يتمتع بحماية المظلة النووية الأميركية لضمان أمنه.

-تايلاند والتعدد الاثني-

قبل وصوله إلى تايلاند الأربعاء، المحطة الأولى في جولته الآسيوية، أشاد البابا فرنسيس بأمة "متعددة الاثنيات" جهدت "في تعزيز التناغم والتعايش السلمي، ليس فقط بين سكانها، بل أيضاً في كل منطقة جنوب شرق آسيا".

وفي رسالة مصورة إلى التايلانديين، قال البابا إنه يأمل "تعزيز أواصر الصداقة" مع البوذيين. وسيزور الخميس في بانكوك معبداً بوذياً حيث سيلتقي الزعيم الروحي العشرين للكهنة البوذيين في البلاد سومديج برا ماها مونيوونغ.

وسبق أن زار فرنسيس آسيا مرتين في السابق.

وتوجه عام 2014 إلى الفيليبين وسري لانكا، ثم بورما وبنغلادش عام 2017، حيث طلب "الغفران" من المسلمين الروهينغا الذين لجأ 740 ألف شخص منهم إلى بنغلادش منذ صيف عام 2017 هرباً من اضطهاد الجيش البورمي والمجموعات المسلحة البوذية.