ترجيح فوز يوهانيس المؤيد لاورويا بولاية رئاسية ثانية في رومانيا

بوخارست (أ ف ب) –

إعلان

يدلي الناخبون في رومانيا الأحد بأصواتهم في الدورة الثانية من انتخابات رئاسية من المرجح أن يفوز فيها المؤيد لأوروبا كلاوس يوهانيس بولاية رئاسية ثانية بمواجهة رئيسة الوزراء السابقة اليسارية فيوريكا دانشيلا.

وتغلق مراكز الاقتراع عند الساعة 19,00 ت غ، على أن تُعلن نتائج جزئية مساء.

وقال يوهانيس للصحافيين الأحد "أدليت بصوتي من أجل رومانيا حديثة، أوروبية" داعياً الرومانيين إلى الاقتداء به.

وفي حين شكل فوزه مفاجأة في الانتخابات الرئاسية عام 2014، تصدر يوهانيس (60 عاما)، وهو أستاذ فيزياء سابق متحدّر من الأقلية الألمانية، نتائج الدورة الأولى في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر بحصوله على 38% من الأصوات.

وفي منصف النهار الانتخابي، بلغت نسبة المشاركة حوالى 25% من الناخبين المسجلين.

وكانت التعبئة قوية في صفوف الرومانيين المغتربين البالغ عددهم أربعة ملايين. وأدلى قرابة 560 ألفا بأصواتهم منذ فتح مراكز الاقتراع صباح الجمعة.

وقالت إيلينا وهي عاملة متقاعدة تبلغ 70 عاماً، "أدليت بصوتي وأنا أفكر بأبنائي الذي هاجروا إلى الولايات المتحدة، آمل في عودتهم إلى رومانيا للعمل هنا".

ورأت كريستينا (42 عاماً) العاملة في المجال الصحي، أن "الديموقراطية ستسود، كي يتمكن الرومانيون أخيراً من العيش بسلام" وطي صفحة الأزمات المتكررة التي تسبب باندلاعها الاشتراكيون الديموقراطيون في السنوات الأخيرة.

ومن المفترض أن تؤكد هذه الانتخابات، بعد ثلاثين عاماً على سقوط الشيوعية، تمسك الرومانيين بالقيم الأوروبية، على خلاف دول أخرى كانت سابقاً في الاتحاد السوفياتي، على غرار المجر وبولندا حيث تلقى الخطابات السيادية والقومية اصداء واسعة، وفق محللين.

وقال وزير الخارجية السابق كريستيان دياكونيسكو لوكالة فرانس برس إن "يوهانيس يمثل الخيار الأوروبي والأوروبي-الأطلسي الوحيد" ويضمن توقّع مسار السياسة الخارجية لبوخارست.

وانتقلت دانشيلا البالغة 55 عاماً، إلى الواجهة السياسية في كانون الثاني/يناير 2018 عندما تولّت رئاسة الحكومة بناء على طلب الرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديموقراطي ليفيو درانيا، الذي يقبع في السجن حالياً بتهم فساد.

وركّزت حملتها الانتخابية على "الدفاع عن الرومانيين".

وقالت الأحد "أدليت بصوتي لولاية رئاسية نرى فيها المزيد من المشاركة والاحترام للشعب الروماني ولمصالحنا الوطنية".

وبعد 21 شهراً من الفوضى، أسقط البرلمان حكومة دانشيلا في تشرين الأول/أكتوبر واستبدلها بحكومة وسطية يمينية تحت راية الحزب القومي الليبرالي الذي ينتمي إليه يوهانيس.

وأضعف هذا الخروج المفاجئ من الساحة السياسية، رئيسة الوزراء السابقة في وقت تعرض الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي سيطر على الحياة السياسية الرومانية منذ 1990، إلى نكسات بعد فوزه في الانتخابات التشريعية عام 2016.

- بلد يتغيّر -

خلال السنوات الثلاث التي حكم فيها يوهانيس مع اليسار، خاض الرئيس المنتهية ولايته حرب استنزاف لعرقلة إصلاح للنظام القضائي أراد الحزب الاشتراكي الديموقراطي إقراره بشكل سريع.

وبحسب عالم الاجتماع ألين تيودوريسكو، فإن هذا الإصلاح الذي اعتبر الاتحاد الأوروبي أنه ينتهك دولة القانون واحتجّ عليه عشرات آلاف المتظاهرين على مدى أشهر، كلّف الحزب الاشتراكي الديموقراطي أكثر من مليون صوت.

وتراجعت شعبية الحزب، وريث الحزب الشيوعي السابق، حتى في معاقل حملته. وأوضح عالم الأنتروبولوجيا فينتيلا ميهايليسكو أن الهجرة وشبكة الانترنت سمحا للرومانيين باكتشاف غرب أوروبا، ما ساعد على تغيير ميولهم الانتخابية.

منذ أسبوعين، حصلت دانشيلا على أقل من 3% من أصوات المهاجرين الذين يبحثون عن ظروف حياتية أفضل.

وقال عالم الاجتماع سيباستيان لازاروي ان "على الأحزاب السياسية تقديم شيء ملموس لهؤلاء الرومانيين في المهجر الذين لم يعد ممكنا اسكاتهم بهدايا انتخابية. يريدون طرقا سريعة وخدمات صحية بنوعية جيدة لعائلاتهم التي لا تزال في البلاد".

وتُظهر رومانيا، الدولة السابعة الأكثر اكتظاظاً من حيث السكان في الاتحاد الأوروبي مع 19,4 مليون نسمة، تفاوتا شديدا بين مراكز المدن حيث يقترب مستوى المعيشة من المعايير الأوروبية، والمناطق الريفية وهي الأكثر فقرا في القارة. ويعيش روماني واحد من أصل اثنين تقريباً في الريف.

في السنوات الأخيرة، سجّلت رومانيا معدلات نمو اقتصادي مرتفعة (7% عام 2017 و4,1% عام 2018) مدعومة بزيادة معاشات التقاعد ورواتب القطاع العام منحها الحزب الاشتراكي الديموقراطي. لكن هذا السخاء أثار قلق الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين حذرا من تراكم العجز.