ايران تضرب قاعدتين يستخدمهما جنود أميركيون في العراق ردا على اغتيال سليماني
بغداد (أ ف ب) –
نشرت في:
أطلقت إيران صواريخ على قاعدتين يتمركز فيهما جنود أميركيون في العراق رداً على اغتيال واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الأمر الذي يهدد بتفجير الوضع في المنطقة.
وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية صباح الأربعاء في بيان إن 22 صاروخا سقطوا في خلال نصف ساعة على قاعدتي عين الأسد في غرب العراق، وأربيل في الشمال. ويتمركز في القاعدتين جنود أجانب أغلبهم أميركيون.
وأشار البيان الذي نشر بعد نحو سبع ساعات من الهجوم ولم يشر إلى إيران، إلى أن القصف نفذ في التوقيت ذاته الذي اغتيل فيه سليماني قرب مطار بغداد الجمعة، واستمر "من الساعة 01,45 (22,45 ت غ) إلى الساعة 02,15 (23,15 ت غ)".
وقال المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، "تلقينا رسالة شفوية رسمية من الجمهورية الإسلامية في إيران بأن الرد الإيراني على اغتيال الشهيد قاسم سليماني قد بدأ أو سيبدأ بعد قليل، وأن الضربة ستقتصر على أماكن تواجد الجيش الأميركي في العراق".
وأوضح ان الجانب الأميركي "اتصل بنا في الوقت نفسه، وكانت الصواريخ تتساقط على الجناح الخاص بالقوات الأميركية في قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل".
ولم تؤد الضربات إلى وقوع خسائر في صفوف القوات العراقية، كما لم يعلن عن خسائر بين الجنود الأميركيين. وهو الردّ الأول لطهران على اغتيال سليماني الذي كان يعتبر مهندس الخطط الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
- "مرحلة جديدة" -
وأطلق الحرس الثوري الإيراني الذي أعلن تنفيذ الهجوم عليه اسم عملية "الشهيد سليماني".
ودعا واشنطن إلى سحب قواتها من المنطقة "منعاً لوقوع المزيد من الخسائر ولعدم السماح بتهديد حياة المزيد من العسكريين الأميركيين".
كما هدّد الحرس الثوري بضرب "إسرائيل" و"حكومات حليفة" للولايات المتحدة في المنطقة. فرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالتحذير من أن إسرائيل ستوجه "ضربة مدوية" في حال تعرضت للهجوم.
في واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على "تويتر" بعد ساعات على الهجوم "كل شيء على ما يرام! لقد أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق. تقييم الخسائر والأضرار جارٍ الآن".
وغرّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدوره قائلا "نحن لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب، لكنّنا سندافع عن أنفسنا ضدّ أيّ اعتداء".
ووصف الخبير في الفصائل الشيعية المسلحة فيليب سميث العملية بأنها "تصعيد كبير. إطلاق صواريخ بالستية علناً من إيران باتّجاه أهداف أميركية يُؤشر لمرحلة جديدة".
ورأى الخبير أن إيران "أرسلت ردا علنياً وكبيراً لإعطاء إشارة"، أما ما سيأتي لاحقاً فقد يتولاه "وكلاء إيران" ومنهم الفصائل المسلحة الموالية لطهران في العراق وفي لبنان وسوريا أو أي مكان آخر.
وفي مؤشر على مخاوف من تصعيد أكبر، أعلنت هيئة الطيران المدني الأميركية أنها منعت الطائرات المدنية الأميركية من التحليق فوق العراق وإيران والخليج وبحر عمان.
ثم أعلنت شركات طيران عدة بينها الخطوط الجوية الفرنسية ولوفتهانزا وشركة طيران الإمارات الأربعاء تعليق رحلاتها في المجالين الجويين الإيراني والعراقي.
وتوالت ردود فعل حلفاء واشنطن لإدانة الضربة الإيرانية بينما دعت دول أخرى الى ضبط النفس.
ونُفذ القصف الصاروخي الإيراني بعد انتهاء مراسم تشييع الجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وثمانية آخرين.
وتوعد القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي قيس الخزعلي الأربعاء بدوره بالرد على الضربة الأميركية.
وقال الخزعلي، وهو قائد فصيل عصائب أهل الحق، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي، في تغريدة ، "الرد الإيراني الأولي على اغتيال القائد الشهيد #سليماني حصل، الآن وقت الرد العراقي الأولي على اغتيال القائد الشهيد #المهندس، ولأن العراقيين اصحاب شجاعة وغيرة فلن يكون ردهم أقل من حجم الرد الإيراني".
وأعربت "حركة النجباء" من فصائل الحشد الشعبي الرئيسية بقيادة أكرم الكعبي، في تغريدة عن شكرها لإيران وتوعدت بالثأر "بأياد عراقية" ومواصلة القتال ضد القوات الأميركية.
- "إعداد النعوش" -
وكانت الفصائل الموالية لإيران في العراق أعلنت أنها شكلت جبهة مشتركة للتنسيق مع إيران وحزب الله اللبناني لتوجيه رد مدروس ضد الأميركيين.
وأضافت أن "على قوات المارينز الأميركية أن ترجع الى أوكارها فورا لتصنع النعوش لأن +أفواج المقاومة الدولية+ تشكلت بغية تنفيذ الرد القاسي والمدروس على القوات الإرهابية الأميركية".
وأجج اغتيال سليماني والمهندس المشاعر المعادية للأميركيين في الشرق الأوسط.
وتمّ الثلاثاء تشييع سليماني في بلدة كرمان، مسقط رأسه، وقد شاركت فيه حشود ضخمة على وقع صيحات "الموت لأمريكا"، وذلك بعد تشييع مماثل يومي الأحد والاثنين في طهران ومدن إيرانية أخرى.
وتبنى البرلمان الإيراني على وجه السرعة قانونًا يصنف جميع القوات المسلحة الأميركية على أنها "إرهابية" بعد مقتل سليماني.
وحتى قبل الرد الإيراني، أعلنت دول عدة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد الجهاديين، أنها قررت سحب قواتها من العراق أو إعادة تموضعها في الكويت والأردن، وبينها كندا وحلف شمال الأطلسي وألمانيا ورومانيا، بينما أعلنت فرنسا وإيطاليا الإبقاء على قواتها.
واستبعد ترامب سحب قواته رغم خطأ أميركي أربك الموقف بعد مطالبة البرلمان العراقي برحيل القوات الأميركية من العراق.
وقال ترامب الثلاثاء إن انسحاب قوات بلاده من العراق سيكون "أسوأ ما يمكن أن يحدث للعراق"، وفقا للبيت الأبيض.
وقد يمثل سحب القوات الأميركية ضربة للحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يزال لديه خلايا في العراق وسوريا رغم هزيمته.
من جهة أخرى، كان من المقرر أن يحضر وزير الخارجية الإيراني اجتماع مجلس الأمن الدولي في نيويورك الخميس، لكنه قال إن الأمين العام للأمم المتحدة أبلغه أن الولايات المتحدة رفضت طلب تأشيرته.
© 2020 AFP