تونس: قيس سعيّد مدعو لتعيين شخصية بديلة للجملي لتشكيل حكومة في أجل أقصاه شهر

أمام الرئيس التونسي قيس سعيّد عشرة أيام لتعيين شخصية بديلة للحبيب الجملي لتشكيل حكومة. وإلا ستنظم انتخابات تشريعية جديدة. ويقدم "قلب تونس" نفسه بديلا متحدثا عن "مبادرة وطنية" بمقدورها جمع عدد من الكتل السياسية لتأليف حكومة جديدة. وسعى سعيّد إلى إطلاق مفاوضات بين "حركة الشعب" و"التيار الديمقراطي" و"تحيا تونس".

الرئيس التونسي قيس سعيد يؤدي اليمين الدستورية، 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2019
الرئيس التونسي قيس سعيد يؤدي اليمين الدستورية، 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 أ ف ب
إعلان

سيكون الرئيس التونسي قيس سعيّد أمام مسؤولية دستورية جديدة في تعيين شخصية أخرى لتشكيل حكومة بعد فشل الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان. وبهذا التصويت ضد حكومة الجبلي المقترحة، تلقت حركة النهضة في تونس "ضربة قاسية"، حسب وصف إحدى الصحف المحلية.

وبعد نحو 12 ساعة من النقاشات داخل البرلمان، ترافقت مع مفاوضات اللحظات الأخيرة، رفض البرلمان ليل الجمعة السبت التشكيلة الحكومية التي قدمها الحبيب الجملي بتصويت 134 نائبا ضدها من أصل 217.

وهذا الوضع الجديد، سيعيد المفاوضات بين الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة، إلى نقطة الصفر. وسيتطلب أسابيع أخرى من المفاوضات، وإلا ستكون البلاد مجددا أمام انتخابات تشريعية أخرى.

"تأليف حكومة في أجل أقصاه شهر"

وبات لدى الرئيس قيس سعيّد عشرة أيام لإجراء مشاورات هدفها إيجاد "الشخصية الأقدر، من أجل تأليف حكومة في أجل أقصاه شهر".

واستقبل سعيّد صباح السبت رئيس النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، وشدد أمامه على "ضرورة احترام الدستور".

ورأى المحلل السياسي سليم خراط من منظمة "بوصلة" غير الحكومية أن النهضة الحائزة 54 مقعدا من أصل 217 "لم تستخلص رسالة الناخبين". واعتبر أنه كانت للنهضة استراتيجية "هيمنة".

وشاركت النهضة بشكل مباشر أو غير مباشر في السلطة في السنوات التسع الأخيرة، في أعقاب سقوط الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. وحلت ثانية في انتخابات 2014 التشريعية، وعقدت تحالفا مع الحزب الفائز.

ورغم عدم منح البرلمان الثقة للحكومة المقترحة، فإن عددا من المراقبين، وكذلك الحبيب الجملي، رحبوا بما اعتبروه "نجاحا للديمقراطية التونسية"، وأشاروا إلى أن السقوط في البرلمان يعكس شفافية المؤسسات التونسية.

واعتبر خراط أن ما جرى "لا يمثل أزمة سياسية نظرا إلى مسار مؤسساتي وديمقراطي محدد لما بعد ذلك".

ورأى خراط أن "النهضة ستسعى للحفاظ على (موقع) في الحكومة المقبلة، ولكن سيكون من الصعب عليها التأثير في المفاوضات خصوصا في حال تجمعت كتل صغيرة" لمواجهتها.

حزب قلب تونس يطرح نفسه كبديل

مساء الجمعة، عرض نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس الثاني برلمانيا بـ38 مقعدا، نفسه كبديل، كاشفا "مبادرة وطنية" من شأنها جمع كتل برلمانية.

وأشار في هذا السياق إلى كتلة حركة الشعب وإلى ليبراليي حزب "تحيا تونس" ومستقلين. ولكن "الشعب" سارعت إلى النفي.

ولا يملك الرئيس التونسي، الأكاديمي الذي انتخب رئيسا بغالبية واسعة في تشرين الأول/أكتوبر، حلفاء طبيعيين ضمن المشهد السياسي، وقد سعى إلى أخذ مسافة واحدة من مختلف الأحزاب.

غير أنه يُعتبر أقرب إلى المكونات المنادية بمبادئ ثورة 2011، على غرار حركة الشعب والتيار الديمقراطي بزعامة محمد عبو. وسعى إلى إطلاق مفاوضات جديدة بين هذه المكونات و"تحيا تونس" الذي يتزعمه رئيس الحكومة المنتهية ولايته يوسف الشاهد.
 

فرانس24/ أ ف ب 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24