هجوم المشير خليفة حفتر على طرابلس

طرابلس (أ ف ب) –

إعلان

وافقت حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة والمشير خليفة حفتر، رجل شرق ليبيا النافذ، على بدء وقف لإطلاق النار في ليبيا الأحد.

ويأتي وقف الأعمال العدائية الهش بعدما اطلقت القوات الموالية لحفتر هجوما في نيسان/ابريل 2019 للسيطرة على العاصمة طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق.

- حفتر يصدر الأمر بشن الهجوم -

في 4 نيسان/أبريل، أمر المشير حفتر قواته "بالتقدم" نحو طرابلس، ووعد بتجنب استهداف المدنيين و"مؤسسات الدولة" والمواطنين الأجانب.

في اليوم التالي، تم التصدي لقواته بعد سيطرتها لفترة وجيزة على مطار طرابلس الدولي المتوقف عن العمل منذ تدميره في معارك 2014.

-"بركان الغضب"-

في السابع من نيسان/أبريل، أعلن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق بدء هجوم مضاد باسم "بركان الغضب".

ومنعت روسيا صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو قوات حفتر إلى وقف تقدمها، مطالبة بأن يتوجه النص إلى الطرفين.

في الثامن من نيسان/أبريل، أعلنت قوات حفتر شن غارة جوية على مطار معيتيقة في شرق طرابلس، وهو المطار الوحيد العامل في العاصمة.

في ال18 منه، رفضت باريس اتهامات وزارة الداخلية في حكومة الوفاق لفرنسا بأنّها تدعم المشير حفتر، وقالت إنّ "لا اساس لها من الصحة".

وفي اليوم التالي، كشف البيت الأبيض أنّ الرئيس دونالد ترامب تباحث هاتفيا مع خليفة حفتر، وأنّه أقرّ "بدوره المهم (...) في مكافحة الإرهاب وضمان أمن موارد ليبيا النفطية".

- انتكاسة لحفتر -

في 20 نيسان/ابريل، اشتد القتال بعد هجوم مضاد شنته قوات حكومة الوفاق الوطني التي تمكنت من تحقيق تقدم ميداني، خصوصا في الأحياء الجنوبية لطرابلس.

في 26 حزيران/يونيو، تلقت القوات الموالية لحفتر ضربة قاسية مع سيطرة القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني على مدينة غريان، القاعدة الخلفية الرئيسية لقوات حفتر.

في 2 تموز/يوليو، قتل 53 شخصا وأصيب 130 في غارة استهدفت مركزا للاجئين في مدينة تاجوراء قرب طرابلس. واتهمت حكومة الوفاق القوات الموالية لحفتر بتنفيذها، فيما نفت الأخيرة.

وفي نهاية تموز/يوليو، اقترح مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة خطة عمل من ثلاث مراحل: وقف إطلاق النار، مؤتمر دولي في برلين ومؤتمر يجمع الليبيين.

- تداعيات -

في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى انتشار نحو 200 مرتزق في ليبيا يتبعون لشركة روسية أمنية خاصة. ونفت روسيا المتهمة بدعم قوات حفتر، الأمر.

وفي ال15 منه، دعت واشنطن المشير حفتر إلى وقف هجومه.

وفي 10 كانون الأول/ديسمبر، أشار تقرير للأمم المتحدة إلى عدة شركات ودول اتهمت جميعها بانتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011. وذكر التقرير تركيا، الداعمة لحكومة الوفاق، بالإضافة إلى الأردن ودولة الإمارات الداعمتين لقوات حفتر.

- انتشار تركي -

في 12 كانون الأول/ديسمبر، دعا خليفة حفتر قواته للهجوم مجددا باتجاه وسط طرابلس.

من جانبها، أعلنت حكومة الوفاق في ال19 منه "الموافقة على تفعيل" اتفاق تعاون أمني وعسكري مع أنقرة، كان قد جرى التوقيع عليه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

في 2 كانون الثاني/يناير 2020، أتاح البرلمان التركي للرئيس رجب طيب إردوغان نشر جنود اتراك في ليبيا، الأمر الذي بدأ في الخامس منه.

في السادس، أعلنت القوات الموالية لحفتر السيطرة على سرت، المدينة التي كانت حتى ذلك التاريخ تحت سيطرة حكومة الوفاق.

- وقف إطلاق النار -

في 8 كانون الثاني/يناير، دعت أنقرة وموسكو إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا، يدخل حيز التنفيذ في ال12 منه عند الساعة 00,00 بالتوقيت المحلي (22,00 بتوقيت غرينتش، 11 كانون الثاني/يناير).

وبعدما كان حفتر اعتزم بداية على مواصلة الهجوم، أعلن في ال11 موافقته على وقف إطلاق النار، محذرا برغم ذلك من أنّ الرد سيكون "قاسيا" في حال خرقه.

وبعد ذلك بوقت قليل، أعلنت حكومة الوفاق موافقتها، لكنها شددت على "الحق المشروع" ب"الرّد على أي هجوم أو عدوان".

ومنذ بدء القوات الموالية لحفتر هجومها باتجاه طرابلس، قتل اكثر من 280 مدنيا، بحسب الأمم المتحدة التي تشير أيضا إلى مقتل أكثر من ألفي مقاتل ونزوح 146 ألف.

- اتفاق منتظر في موسكو -

في 13 كانون الثاني/يناير، أعلن رئيس مجلس الدولة (يوازي مجلس أعيان) في طرابلس خالد المشري القريب من السراج، لقناة "ليبيا الأحرار" أن حفتر والسراج سيصلان إلى موسكو لتوقيع اتفاق حول وقف إطلاق النار.

وأوضح أن توقيع هذا الاتّفاق سيُمهّد الطريق لإحياء العمليّة السياسيّة.

من جهته، اعلن ليف دينغوف رئيس فريق الاتّصال الروسيّ بشأن ليبيا، أن حفتر والسراج سيحددان في موسكو "طرق تسوية مستقبلية في ليبيا بما في ذلك إمكان توقيع اتّفاق هدنة وتفاصيل هذه الوثيقة".