روحاني يدعو الى "الوحدة الوطنية" بعد كارثة الطائرة الأوكرانية

طهران (أ ف ب) –

إعلان

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء الى "الوحدة الوطنية" وشدد على ضرورة احداث تغييرات جذرية في طريقة إدارة إيران بعد موجة من الاحتجاجات الغاضبة على كارثة إسقاط الطائرة الأوكرانية الأسبوع الماضي.

وأسقطت الطائرة وهي من طراز بوينغ 737، بصاروخ بعيد إقلاعها الأربعاء ما أدى الى مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.

وبعدما نفت طهران لأيام ما أعلنته دول غربية حول إسقاط الطائرة بصاروخ، عادت القوات المسلحة الإيرانية واعترفت صباح السبت بمسؤوليتها عن المأساة، متحدثة عن "خطأ بشري".

وأدى إسقاط الطائرة إلى تظاهرات في ايران استمرت اربعة أيام ودعوات دولية لإجراء تحقيق كامل وشفاف.

وبعد أسبوع من الكارثة دعا روحاني إلى "الوحدة الوطنية" في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي مباشرة.

وقال "قواتنا المسلحة درست الموضوع وأعلنت النتائج. على قواتنا المسلحة ان تعمل وتؤكد لابناء الشعب بأن مثل هذا الخطأ لن يحصل بعد اليوم".

وأضاف "نعتذر عن التأخير في الإعلان عن الخطأ الذي حصل في إسقاط الطائرة الأوكرانية" كما أوردت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا).

وطالب روحاني بتوضيح كامل لما حدث في الكارثة الجوية التي جاءت بعد ساعات من اطلاق الجيش الإيراني موجة من الصواريخ على قوات أميركية متمركزة في العراق.

وجاءت الصواريخ ردا على مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في غارة جوية اميركية.

وأكد ان "الشعب يريد التنوع" داعيا السلطات الانتخابية الى الامتناع عن رفض طلبات مرشحين محتملين في الانتخابات العامة المقرر أن تجري في 21 شباط/فبراير.

وقد يشكل ذلك تغيرا كبيرا في البلاد حيث يفحص مجلس صيانة الدستور طلبات جميع المرشحين للتأكد من ولائهم للدولة.

وقال روحاني أيضا إن "الشعب سيدنا ونحن في خدمته".

واضاف في تصريحات عقب اجتماع الحكومة "الشعب هو سيدنا نحن خدمه. يجب على الخادم أن يعامل سيده بتواضع ودقة ونزاهة".

وقال "الشعب يريد التأكد أن السلطات تتعامل معه بصدق ونزاهة وثقة".

واضاف "لا يمكن حكم البلاد من قبل تيار سياسي واحد فقط. البلد للجميع".

- أزمة تلو الأزمة -

تشهد إيران سلسلة من الأزمات منذ 2018.

في أيار/مايو من ذلك العام، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي المبرم مع ايران في 2015 وجرى بموجبه تخفيف العقوبات عن ايران مقابل خفض برنامجها النووي.

ومنذ ذلك الحين والولايات المتحدة تفرض موجات متتالية من العقوبات على ايران في اطار حملة "الضغوط القصوى" التي تمارسها ضدها.

وتقول واشنطن ان الحملة تهدف إلى كبح البرنامج الصاروخي الإيراني ووقف "سلوكها المزعزع" لاستقرار المنطقة.

وردت إيران بخفض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

والثلاثاء، ووسط تصاعد التوترات مع الغرب بسبب اسقاط الطائرة، أطلقت الأطراف الأوروبية في الاتفاق آلية حل الخلافات متهمة إيران بانتهاك التزاماتها بموجب الاتفاق.

وردا على ذلك حذرت إيران بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن عليها "ان تستعد لقبول تبعات" هذه الخطوة.

والأربعاء اتهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف القوى الأوروبية بانتهاك الاتفاق النووي.

وصرح في مؤتمر صحافي في الهند ان الأوروبيين "لا يشترون النفط منا، وانسحبت جميع شركاتهم من إيران. ولذلك فإن أوروبا تنتهك" الاتفاق الذي أكد أن مستقبله "يعتمد على أوروبا".

واضاف أن الاتحاد الأوروبي هو "أكبر اقتصاد في العالم. فلماذا تسمحون للولايات المتحدة بأن تتنمر عليكم".

والعام الماضي اقتربت ايران وعدوتها اللدود الولايات المتحدة من خوض حرب مرتين.

ففي 21 حزيران/يونيو 2019 وافق ترامب على توجيه ضربة لإيران ردا على اسقاطها طائرة اميركية مسيرة. إلا أنه الغى ذلك في اللحظات الأخيرة.

ومؤخرا تأهبت ايران لرد أميركي بعد إطلاقها صواريخ على قوات أميركية متمركزة في العراق انتقاما لمقتل سليماني. إلا أن ترامب امتنع عن الرد على الضربة الصاروخية التي لم تُسقط قتلى.

- الجندي الاميركي يعيش "حالة اللاأمن" -

في كلمته الأربعاء، ألقى روحاني باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها بالتسبب في "زعزعة الأمن" في الشرق الأوسط.

وقال ان من بين "أخطاء" الولايات المتحدة قتل سليماني والتدخلات في العراق واليمن وليبيا، وقرارها الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات.

وأضاف "نقول للجميع التوتر الأمني في المنطقة ليس في صالح العالم، ليس في صالح أوروبا وليس في صالح آسيا".

واعتبر روحاني ان الجندي الاميركي اليوم في المنطقة "يعيش حالة اللاأمن، ومن الممكن ان يعيش الجندي الاوروبي ايضا حالة اللاأمن في المنطقة غدا".

وقال مخاطبا الولايات المتحدة وحلفاءها "نريد ان ترحلوا عن المنطقة".

وجاء اسقاط الطائرة الأوكرانية بعد مجموعة من الكوارث التي حلت بإيران.

ففي السابع من كانون الثاني/يناير قتل 59 شخصا على الأقل في تدافع أثناء جنازة سليماني في مدينته كيرمان جنوب شرق ايران.

كما شهدت البلاد فيضانات شديدة منذ الجمعة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وعزل مئات القرى.

وأشار روحاني الى سلسلة الأحداث "المأساوية" وقال إن هذه الأمور يجب أن تؤدي الى "قرار كبير" ضمن النظام السياسي الايراني وهذا "القرار هو الوحدة والتلاحم".

وأضاف الرئيس الايراني أن الانتخابات التشريعية المرتقبة "يجب أن تكون الخطوة الأولى" في ذلك.

وأكد "ضرورة الوحدة والتلاحم بين جميع الفئات والأطياف والتوجهات في البلاد من أجل التصدي للمؤامرات الخارجية".