صور لأسلحة فرنسية مرسلة لبوكو حرام في نيجيريا؟ لا بل ضبط شحنة من تركيا
بيروت (أ ف ب) –
نشرت في: آخر تحديث:
انتشرت على مواقع التواصل مجموعة من الصور تداولها عشرات الآلاف بلغات عدّة على أنها تُظهر شحنة أسلحة أرسلتها فرنسا إلى جماعة بوكو حرام وضبطتها سلطات نيجيريا، لكن ما تظهره الصور في الحقيقة هو عملية جرت في العام 2017 وضبطت خلالها جمارك نيجيريا بنادق تركية.
"فرنسا مموّل الإرهاب"
تظهر في إحدى الصور بنادق موضوعة أرضا، فيما يمكن رؤية عمال في صورة أخرى يهمّون بفتح حاوية. وفي الصورة الثالثة، يظهر رجل بلباس يوحي أنه ضابط إفريقي يمسك ميكروفون، ما يبعث على الاعتقاد أنّه يعلن عمليّة ضبط أسلحة.
وأرفقت الصور منها "هل عرفتم الآن من هو مموّل الإرهاب في إفريقيا؟..نيجيريا تضبط أسلحة فرنسية في حاوية فرنسية كانت ذاهبة إلى بوكو حرام الإرهابية، الهدف منه هو ضرب الإسلام وهيهات".
وجاء في آخر "فرنسا هي مموّل الإرهاب في إفريقيا".
وتداول هذه الصور آلاف المستخدمين باللغة العربية، إضافة إلى عشرات آلاف المستخدمين باللغة الفرنسية ومئات المستخدمين باللغة الإنكليزية.
وتبيّن لفريق تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس، أن الخبر بدأ بالانتشار على فيسبوك في 16 كانون الأول/ديسمبر 2019 باللغة الفرنسية.
وفي اليوم التالي، انتقل إلى فيسبوك .
قوة "برخان" الفرنسية في الساحل
تنشط جماعة بوكو حرام التي تعد نحو أربعة آلاف مسلح في شمال شرق نيجيريا حيث أسفر تمردها المستمر منذ عشر سنوات عن سقوط 36 ألف قتيل ونزوح نحو مليوني شخص.
وطالت أعمال العنف دول الجوار، النيجر وتشاد وكاميرون، ما استدعى تشكيل تحالف عسكري إقليمي من أجل التصدي لها.
وفي 15 كانون الأول/ديسمبر 2019، أي قبل يومين من ظهور المنشور باللغة الفرنسية، نفذ عناصر من بوكو حرام هجوما قتلوا فيه 19 من رعاة المواشي الذين تتهمهم الجماعة في غالب الأحيان بالتجسس عليها وتزويد الجيش والميليشيات المحلية التي تقاتلهم بالمعلومات.
قبل ذلك بيوم، أعلنت المنظمة غير الحكومية الفرنسية "العمل ضد الجوع" (أكسيون كونتر لا فان) أن جماعة جهادية قامت بقتل أربعة رهائن نيجيريين خطفوا في تموز/يوليو بينهم عاملون في المجال الإنساني.
وتقوم قوة مشتركة متعددة الجنسيات تضم عسكريين من نيجيريا والنيجر وتشاد وبنين والكاميرون، منذ 2015 بالتصدي للجهاديين ومنهم بوكو حرام في حوض بحيرة تشاد.
في المقابل، تنشر فرنسا منذ 2013 قوة عسكرية تضم 4500 عنصر ضمن عملية "برخان" في دول الساحل الخمس (تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي وموريتانيا)، مكلفة محاربة المجموعات الإسلامية المتطرفة في شريط الساحل والصحراء، من غير أن تشمل مهامها مكافحة بوكو حرام.
لكن بعد أكثر من ست سنوات من الوجود المتواصل وسقوط 41 قتيلاً من الجانب الفرنسي، لا تزال المنطقة تشهد هجمات واعتداءات.
واتّفقت فرنسا ودول الساحل الإثنين على تعزيز التعاون العسكري لمكافحة التمرد الجهادي الذي يهدد المنطقة، في ختام قمة عقدت في بو بجنوب غرب فرنسا، فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال 220 جنديًا إضافيًا إلى الساحل لتعزيز قوّة "برخان".
ضبط أسلحة من تركيا
يمكن العثور على الصور المتداولة منشورة على على فيسبوك، وهي تعود لمؤتمر صحافي عقد في 23 أيار/مايو 2017 لعرض عملية ضبط أسلحة.
وشاركت وكالة فرانس برس إلى جانب وسائل إعلامية محلية في تغطية .
وفي هذا الفيديو من المؤتمر الصحافي، يقول أحد مراقبي الجمارك إن البنادق الـ440 المضبوطة في مرفأ لاغوس في تلك العملية مصدرها "الولايات المتحدة، وإيطاليا، ولكن بصورة رئيسية تركيا".
وضبطت الجمارك النيجيرية خلال العام 2017 عدة شحنات أسلحة من تركيا، وصادرت في الأشهر التسعة الأولى من ذلك العام ما مجموعة 2671 بندقية "بومب أكشن" مصدرها تركيا.
ا ف ب/دص/ب ق
© 2020 AFP