المرشحون لترؤس حزب العمال البريطاني ينتقدون عدم تصدي القيادة السابقة لمعاداة السامية

لندن (أ ف ب) –

إعلان

وجّه المرشحون الخمسة الطامحون لقيادة حزب العمال البريطاني وإعادة بنائه بعد نتائجه الكارثية في انتخابات الشهر الماضي، انتقادات لطريقة التعاطي مع قضية معاداة السامية في صفوفه، متعهّدين استغلال نقاط ضعف رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وتأتي المناظرة الأولى للمرشحين الخمسة أمام أعضاء حزب العمال في ليفربول في وقت لا يزال الحزب تحت وطأة أسوأ هزيمة انتخابية له منذ العام 1935.

وسيكون على عاتق خليفة الزعيم العمالي جيريمي كوربن أن يتصدى لمشاريع جونسون الساعي لإعادة هيكلة الاقتصاد البريطاني بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير.

وكان وزير المالية ساجد جاويد قد أعطى السبت لمحة عن الاضطرابات التي يمكن ان تواجهها الشركات البريطانية عندما تنقضي الفترة الانتقالية الخاصة ببريكست مع نهاية العام 2020.

وقال جاويد في مقابلة أجرتها معه صحيفة "فايننشل تايمز" البريطانية "لن يكون هناك انتظام (اقتصادي). لن نكون من يتلقى الأوامر".

وتابع "لن نكون في السوق (الأوروبية) الموحدّة ولن نكون في الاتحاد الجمركي".

ويتوقّع خبراء اقتصاديون أن تشكّل صعوبات ما بعد بريكست اختبارا لمتانة الغالبية التي لجونسون في البرلمان، وحافزا لرص صفوف حزب العمال للانتخابات المقبلة المقررة في عام 2024.

وحاول المرشّحون وبينهم أربع نساء أن يعرضوا مشاريعهم لقيادة الحزب بالتصدي لفضائح معاداة السامية التي لاحقته في عهد كوربن.

وقالت المرشحة الوسطية جيس فيليبس إن "اليهود خائفون من فوز حزب العمال في الانتخابات. وهذا أمر خطير للغاية".

بدوره قال المرشّح الأبرز كير ستارمر "من الممكن جدا أن تنتقد سياسات إسرائيل من دون أن تكون معاديا للسامية".

وأضاف "إن كنت معاديا للسامية فمكانك ليس في حزب العمال".

من جهتها قالت المرشحة ليزا ناندي التي حصدت تأييدا كبيرا في مقابلاتها التلفزيونية الأخيرة إنها "تخجل بما آل إليه الحزب".

وقالت "لقد أعطينا الضوء الأخضر للمعادين للسامية"، مضيفة أنها ترفض أن توصف مجددا بـ"العنصرية".

- استمرارية لنهج كوربن -

وكان حزب العمال قد تبنى في عهد كوربن مواقف يسارية أنتجت في كانون الأول/ديسمبر ما اصطُلح على تسميته المنصة الانتخابية "الأكثر تطرفا في العصر الحديث".

كذلك شهد الحزب موجة انضمام لأعضاء يتبنون الفكر الاشتراكي ويرفضون المقاربة "العمالية الجديدة" التي أطلقها رئيس الوزراء الأسبق توني بلير.

ونجم عن كل ذلك اتّخاذ قرار في صفوف الحزب بعدم تسجيل أي موقف في ما يتعلق ببريكست في محاولة لتهدئة نقابات القطاع التجاري المشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي والناخبين المؤيدين للاتحاد الأوروبي في لندن ومحيطها.

وأظهرت دراسات أُجريت عقب الانتخابات أن الناخبين حمّلوا مسؤولية خسارة حزب العمال للانتخابات لعدم حسمه موقفه بالنسبة لبريكست وعدم قدرته على التصدي لمعاداة السامية في صفوفه.

كذلك حمّل بعضهم الوعود الخيالية التي أغدقت على غرار إتاحة الإنترنت بشكل مجاني جزءا من المسؤولية.

وشغل ستارمر منصبا بارزا في حكومة الظل التي قادها كوربن.

ودعا السبت إلى "عدم التخلي عن الحكومة العمالية الأخيرة وعن عمل السنوات الأربع الماضية".

من جهتها وصفت وسائل الإعلام المرشحة ريبيكا لونغ-بايلي التي تُعتبر أبرز منافساته بأنها تجسد "استمرارية لنهج كوربن" وهي تحظى بدعم الجناح اليساري المتطرف في الحزب.

وقالت لونغ-بايلي "لم نوجّه الرسائل الصحيحة"، و"لم نتصدَّ بفاعلية (لمعاداة السامية)".

لكنها دعت مع ستارمر الحزب للاتحاد موجهة انتقادات حادة لأداء المحافظين في السنوات التسع الماضية.

وقالت لونغ-بايلي "يمكنكم حقيقة أن تروا متى تغسل حكومة يديها من شعبها".

وقالت المتحدثة باسم حزب العمال للشؤون الخارجية إيميلي ثورنبيري، وهي سياسية مخضرمة إن جونسون لا يمسك بحزم بالملفات السياسية ويجب أن "يحاسب".

واستعادت نقاشات سابقة لها مع جونسون عندما كان وزيرا للخارجية بين عامي 2016 و2018، "بدا فيها مرتبكا".

واعتمدت فيليبس الأسلوب نفسه "لقد هاجمت بوريس جونسون من الصفوف الخلفية وتمكّنت من إسكاته"، مضيفة "سيكون مرعوبا من مواجهتي".