هل تنجح الجزائر في إيجاد حل للنزاع الليبي حيث فشل آخرون؟

في إطار الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، ترأست الجزائر اجتماعا لوزراء خارجية "دول الجوار الليبي" غاب عنه طرفا النزاع المشير حفتر وفايز السراج.  فهل يمكن للجزائر أن "تصلح" بين الإخوة الأعداء؟ وهل يمكن لاجتماع يغيب عنه المعنيون الأساسيون أن ينجح؟

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، 19 ديسمبر/كانون الأول 2019.
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، 19 ديسمبر/كانون الأول 2019. © رويترز
إعلان

في إطار الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، ترأست الجزائر اجتماعا لوزراء خارجية "دول الجوار الليبي" غاب عنه طرفا النزاع المشير حفتر وفايز السراج.  فهل يمكن للجزائر أن "تصلح" بين الإخوة الأعداء؟ وهل يمكن لاجتماع يغيب عنه المعنيون الأساسيون أن ينجح؟

تحتضن الجزائر الخميس أعمال اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي الذي يهدف إلى التنسيق والتشاور بين هذه الدول والفاعلين الدوليين من أجل الوقوف بجانب الليبيين للدفع بمسار التسوية السياسية للأزمة عن طريق الحوار الشامل بين مختلف الأطراف الليبية، وفق بيان صدر عن وزارة الخارجية الجزائرية.

وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان متنافستان: سلطة تمثلها حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ومقرها في طرابلس وتعترف بها الأمم المتحدة، وسلطة موازية في الشرق يمثلها خليفة حفتر.

وتسعى الجزائر التي تمتد حدودها مع ليبيا على نحو 1000 كلم إلى لعب دور في الأزمة الليبية، إذ قال رئيسها الجديد عبد المجيد تبون عقب انتخابه شهر ديسمبر/كانون الأول إن بلاده ستبقى فاعلة في الأزمة الليبية "شاء من شاء وأبى من أبى".

للمزيد - مؤتمر برلين: المشاركون يتفقون على ضرورة احترام حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا والالتزام بعدم "التدخل" في النزاع

وميدانيا قامت الجزائر في الأسابيع الأخيرة بتحركات دبلوماسية وعسكرية، أرسلت خلالها مساعدات إنسانية إلى ليبيا، عبر "جسر جوي عسكري"، وحركت قواتها العسكرية على الحدود. وصرح تبون قائلا إن "دخول طرابلس خط أحمر"، ولا سيما بعد إعلان تركيا إرسال قوات إلى ليبيا

"قوة جامعة"

ولشرح الدور الذي يمكن للجزائر أن تلعبه لتشجيع حل سياسي يجيب المحلل السياسي رياض الصيداوي على أسئلة فرانس24.

هل يمكن للجزائر أن تنجح في إيجاد حل للنزاع الليبي حيث فشل آخرون؟

يمكن للجزائر أن تلعب دورا دبلوماسيا مهما من أجل حل النزاع الليبي" لأن "الدبلوماسية الجزائرية حافظت على مسافة موضوعية مع الفرقاء الليبيين وفرضت نفسها على أساس قوة جامعة، على عكس مصر التي تدعم المشير خليفة حفتر.
كما أن الجزائر تسعى للعب دور الوسيط باعتبار الحل السلمي لا يتم إلا بجمع الفرقاء، وهو موقف قوي كدولة تجمع الليبيين على عكس دول أخرى.


مع الإشارة إلى أن الدبلوماسية الجزائرية كانت ضعيفة مع اندلاع الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط 2019 بالإضافة إلى عجز رئيسها السابق عبد العزيز بوتفليقة وانهماكها في شؤونها الداخلية. لكنها اليوم ترجع بقوة مع رئيسها الجديد عبد المجيد تبون الذي قال في خطاب تنصيبه إن بلاده "ستدخل بكامل ثقلها في الملف الليبي".

بعد مؤتمر برلين يغيب المغرب عن اجتماع الجزائر، لماذا هذا الغياب للمرة الثانية؟

لأن الاجتماع بالأساس هو إطار لعقد مشاورات مع دول جوار ليبيا، في حين أن المغرب لا يحسب من ضمنها لأنها لا يتقاسم حدودا برية مع ليبيا مثل النيجر وتشاد وتونس، وبالتالي لا يمكن قراءة ذلك على أنه استبعاد.

ووفق نفس المبدأ لم تتم أيضا دعوة ممثلين عن طرفي النزاع الليبي لأن الاجتماع يقتصر على دور دول الجوار لتشجيع حل سياسي للأزمة الليبية.

وزير الخارجية الفرنسي كان في الجزائر يومين قبل اجتماع بلدان الجوار، هل لذلك علاقة بمساعي باريس للعب دور في الملف الليبي؟

زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء 21 يناير/كانون الثاني تدخل في إطار الزيارات واللقاءات الدبلوماسية التقليدية بين البلدين عند تنصيب رئيس جديد بحكم العلاقات بين بينهما. إلا أن ذلك يمكن أن يندرج أيضا ضمن مساعي فرنسا للعب دور في الملف الليبي باعتباره أكبر الملفات المطروحة في المنطقة المغاربية في الوقت الراهن، خاصة وأن اللقاء يأتي بعد بضع أيام من مؤتمر برلين حيث شاركت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب زعماء ألمانيا وروسيا وتركيا.

 

صبرا المنصر

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24