مدينة صينية توصي السكان ب"ملازمة منازلهم" تحسبا لكورونا المستجد

هانغشو (الصين) (أ ف ب) –

إعلان

تصدح مكبرات الصوت في مدينة هانغشو السياحية في شرق الصين موصية السكان ب"ملازمة منازلهم!" ومذكرة بالتدابير الجديدة المعمول بها لمكافحة فيروس كورونا المستجد ومطالبة اياهم بالإبلاغ عن أي شخص آت من منطقة هوباي بؤرة الوباء.

على بعد 175 كلم جنوب غرب شنغهاي، هذه المدينة معروفة بحدائقها الخضراء وبحيرتها المهيبة ولاتخاذ موقع "علي بابا" للتجارة الالكترونية مقرا له. لكن الهدوء سيد الموقف منذ يومين.

وتفرض ثلاث مناطق رئيسية حاليا قيودا على التنقل، والسبب انه سجلت في المدينة 141 حالة التهاب رئوي علما بانها تبعد بضع مئات من الكيلومترات عن هوباي (وسط) بؤرة الوباء الذي أودى ب490 شخصا في الصين القارية.

والاجراء الرئيسي السماح لشخص واحد من كل أسرة بالخروج من المنزل كل يومين لشراء الفاكهة والخضار والأرز واللحوم. ويطال هذا التدبير ثلاثة ملايين شخص.

وانعكس هذا الوضع سلبا على عملاق التجارة الالكترونية "علي بابا" الذي أسسه جاك ما - أغنى رجل في الصين - فتوقف العمل فيه كليا. ويقع مقره في إحدى مناطق هانغشو المشمولة بالاجراءات.

ونشرت حواجز على علو مترين أمام المقار ورفعت لافتات "ممنوع الدخول" الأربعاء في الشوارع الواقعة قرب المؤسسة.

- صوت نسائي -

لم تشاهد وكالة فرانس برس أحدا يخرج من مكاتب المؤسسة. وفي الخارج حراس تحت مظلة كانوا يقيسون حرارة المارة للتحقق من عدم إصابتهم بحمى.

وفي يوهانغ أغلقت السلطات جادات عديدة تحرسها عناصر أمن.

وفي شارع قريب رسالة بصوت نسائي تدعو "الجميع الى ملازمة منازلهم!" وأيضا السكان إلى تفادي التجمعات للحد من خطر العدوى.

وتدعو أيضا إلى ارتداء اقنعة وغسل الأيدي والابلاغ عن أي شخص عائد من هوباي حيث وضع 56 مليون نسمة في الحجر الصحي منذ نهاية كانون الثاني/يناير.

وأصاب الفيروس حتى الآن أكثر من 24 ألف شخص في الصين القارية.

وإضافة إلى هانغشو فرضت ثلاث مدن أخرى في مقاطعة جيشيانغ قيودا مماثلة : تايشو ووانتشو وبعض مناطق نينغبو. وعدد المعنيين بهذه الاجراءات يقدر ب18 مليون نسمة على الأقل.

وفي مدن أخرى في الصين بقيت معظم المصانع والمطاعم والمحال التجارية مقفلة. ومددت الإجازات الوطنية ويلازم الصينيون منازلهم بدون تسجيل ذعر أو هلع.

- نظارات تزلج -

في مدينة هانغشو، باتت ضفاف البحيرة الغربية، الموقع السياحي بامتياز في المدينة، مقفرة ونادرا ما تجول فيها سيارات أجرة في شوارع شبه خالية من المارة.

أما العامل الإيجابي فهو أن السكان المعنيين يستطيعون الخروج بحرية من مجمعاتهم السكنية وان يطلبوا في أي وقت سلعا عبر تطبيقات على هواتف نقالة مع تسلمها أمام المبنى.

وتخرج مقيمة في المدينة للتبضع بلباس النوم وتضع قناعا واقيا ونظارات تزلج للوقاية من أي عدوى.

ويقول مواطنان من جنوب افريقيا لفرانس برس إنهما اضطرا إلى إعطاء بياناتهما لدى الخروج من المبنى ليتحقق الحراس من حسن تطبيق القيود المفروضة.

وقال شاب صيني في ال27 "لا مصابين هنا. كل ذلك مجرد تدابير احترازية".

وفي الخارج يصدح الصوت النسائي مجددا "نعلم أنه من الصعب ملازمة المنزل. لكن اصمدوا لبضعة أيام اضافية (...) لم يعد النصر بعيدا".