مئات العراقيات يتظاهرن دفاعا عن دورهن في الاحتجاجات ردا على دعوة الصدر لعدم الاختلاط

خرجت مئات العراقيات الخميس في مظاهرات جابت وسط العاصمة بغداد للدفاع عن دورهن في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ردا على دعوة أطلقها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لعدم الاختلاط بين الجنسين في أماكن الاعتصام.

عراقيات يتظاهرن في بغداد. 13 فبراير/شباط 2020.
عراقيات يتظاهرن في بغداد. 13 فبراير/شباط 2020. © رويترز.
إعلان

تظاهرت مئات العراقيات الخميس في وسط بغداد دفاعا عن دور المرأة في حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة، بعد دعوة أطلقها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لعدم الاختلاط بين الجنسين في أماكن الاعتصام.

وأعادت المظاهرة بعضا من الزخم للحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي بدأت بالتراجع، عقب أكثر من أربعة أشهر على انطلاقها في بغداد ومناطق الجنوب العراقي ذي الغالبية الشيعية.

وسارت نساء وشابات في نفق السعدون وصولا إلى ساحة الاعتصام الرئيسية، وهن يرفعن شعارات ويرددن هتافات تشدد على دور المرأة في الاحتجاجات المطالبة برحيل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد.

وفي مشاهد غير مسبوقة في المجتمع العراقي العشائري المحافظ، يتظاهر الشبان والشابات جنبا إلى جنب، ويشاركون معا في حلقات نقاش داخل خيم، ويقدمون الإسعافات للجرحى.

الصدر يدعو لعدم الاختلاط!

لكن الصدر الذي أيد المظاهرات في بدايتها ودفع بآلاف الأنصار لساحات الاعتصام طالب عبر تويتر السبت الماضي بعدم الاختلاط بين الجنسين. قائلا إن على المتظاهرين "مراعاة القواعد الشرعية والاجتماعية للبلد قدر الإمكان وعدم اختلاط الجنسين في خيام الاعتصام وإخلاء أماكن الاحتجاجات من المسكرات الممنوعة والمخدرات".

وسبق أن اتهم "جيش المهدي" التابع للصدر بتنفيذ هجمات ضد محال بيع مشروبات كحولية وأخرى استهدفت مثليين، إلى أن أصدر مقتدى الصدر أمرا بوقف تلك الهجمات في أغسطس/آب 2016.

ويشوب التوتر علاقة الصدر بالمتظاهرين منذ أن أعلن هذا الشهر دعمه لتكليف الوزير السابق محمد علاوي بتشكيل حكومة جديدة، وهو ما يرفضه المحتجون باعتبار أن رئيس الوزراء المكلف مقرب من الطبقة الحاكمة.

وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات تسخر من الصدر، بينما يردد متظاهرون في العديد من المدن العراقية هتافات مناوئة له، وهو ما لم يكن من الممكن تصوره قبل الاحتجاجات.

إدانة برلمانية ضد الإساءة للصدر

والخميس أدان نواب الكتلة الصدرية في البرلمان "الإساءات المتكررة" للصدر وشخصيات أخرى من قبل المتظاهرين، معتبرين أنها تأتي ضمن "موجة أمريكية" هدفها "إسقاط كل المعتقدات".

وقبل دقائق من بداية المسيرة النسوية في ساحة التحرير الخميس، هاجم الصدر المتظاهرين متهما إياهم عبر تويتر بـ"التعري والاختلاط والثمالة والفسق والفجور (...) والكفر".

وحذر من أن تياره ومؤيديه لن يبقوا "مقيدين وساكتين عن الإساءة للدين والعقيدة والوطن"، معتبرا أنه ملزم بـ"عدم جعل العراق قندهارا للتشدد ولا شيكاغو للتحرر والانفلات والأخلاقي والشذوذ الجنسي".

لكن على الرغم من ذلك، سارت النساء وبينهن مئات الطالبات لأكثر من ساعة ونصف ساعة في ساحة التحرير ومحيطها وهن يرددن شعارات تدافع عن دور المرأة وتدعو للاستمرار بالاحتجاجات، بينما شكل عشرات الشبان سلسلة بشرية لحمايتهن من الجهتين.

وكتب على إحدى اللافتات "أنا ثورة وصمت الذكور عورة"، وعلى أخرى "حرية ثورة نسوية". وهتفت النساء اللواتي حمل بعضهن العلم العراقي والورود "أين الملايين"، و"شلع قلع والذي قالها من ضمنهم"، في إشارة إلى الصدر.

فرانس 24/ أ ف ب              

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24