فيروس كورونا: هل حاول ترامب استمالة مختبر ألماني للحصول حصريا على لقاح ضد الوباء؟
نشرت في:
اتهمت الحكومة الألمانية مساء الأحد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمحاولة "السطو" على مشروع لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، يعمل على تطويره حاليا مختبر ألماني. فيما نفى المختبر الألماني نفيا قطعيا هذه الأخبار في تغريدة على تويتر بينما التزم البيت الأبيض الصمت.
وفقا لصحيفة "دي ويلت" Die Welt اليومية الألمانية التي أوردت الخبر، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول الاستحواذ على لقاح ضد فيروس كورونا المستجد الذي تعمل على تطويره شركة كيوروفاك CureVac الألمانية المتخصصة في صنع المستحضرات الدوائية. ترامب أراد الحصول على اللقاح حصريا لتوزيعه فقط في الولايات المتحدة. إلا أنه اصطدم برفض حكومي ألماني حتى أن وزير الاقتصاد الألماني بيتر التاميير احتج على ذلك على إذاعة "إر.دي.دي" الحكومية وقال إن ألمانيا "ليست للبيع".
الرفض الألماني
صحيفة "دي ويلت" Die Welt التي أوردت الخبر، حاولت الحصول على تأكيد هذه المعلومات مباشرة من شركة كيوروفاك CureVac المتخصصة في صنع مستحضرات الأدوية، وأضافت بأن حكومة ميركل أرادت تقديم عرض مالي مضاد للشركة الألمانية حتى لا تستسلم لإغراءات دونالد ترامب المالية.
للمزيد: ترامب يغضب ألمانيا... يريد لقاح كورونا لـ"الأميركيين أولاً"
وقالت الصحيفة التي حصلت على معلومات من "الدوائر الحكومية" إن الرئيس الأمريكي يسعى إما لجذب العلماء إلى أمريكا "بعروض مالية عالية" أو لضمان حصرية إنتاج اللقاح المضاد للفيروس.. وذكرت صحيفة "دي زايت" الألمانية أن حكومة أنغيلا ميركل وفرت في الفترة الأخيرة أكثر من 140 مليون يورو للعثور على لقاح ضد فيروس كورونا الذي يملأ اليوم الدنيا ويشغل الناس.
قضية حقيقية أم مبالغة صحفية؟
لكن مسؤولا حكوميا أمريكيا تحدثت إليه وكالة الأنباء الفرنسية الأحد اختار عدم الكشف عن هويته، قال إن القضية "مبالغ فيها إلى حد كبير"، وأضاف بأن الحكومة الأمريكية تحدثت إلى أكثر من 25 شركة صناعة أدوية تدعي قدرتها على تطوير لقاح، وأكد أن "أي حلول يتم العثور عليها تتم مشاركتها مع بقية العالم".
علما بأن الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية تلقى دعوة شخصية من الرئيس الأمريكي في 3 مارس/آذار الجاري، للحضور إلى البيت الأبيض لمناقشة "استراتيجيات وفرص العثور السريع على لقاح مقاوم لفيروس كورونا"، بحسب بيان صحفي من هذا المختبر.
"ألمانيا ليست للبيع"
ويعمل مختبر كيوروفاك Curevac بشكل وثيق ويتلقى دعما ماليا من قبل معهد بول أرليخ، وهي وكالة فدرالية لتنظيم قطاع الأدوية ترتبط مباشرة بوزارة الصحة الألمانية. علما أن معهد بول إرليخ قدر تكلفة تطوير وتصنيع لقاح ضد فيروس كورونا بحوالى ملياري يورو.
وذكرت صحيفة "سود دويتشه تسايتونج" الألمانية أن الحكومة الألمانية لن تسمح برؤية اللقاح يفلت من يديها لصالح دولة أجنبية أخرى بعد أن ساهمت ماليا في إنتاجه. وهي أيضا مسألة سيادة وطنية، "فألمانيا ليست للبيع" كما صرح بيتر التماير وزير الاقتصاد الألماني، الذي أضاف بأنه "عندما يتعلق الأمربالبنية التحتية، والمصالح الوطنية والأوروبية، فإننا سنكون مستعدين للتحرك وفقا للضرورة".
كما أوضحت الصحيفة الألمانية "سود دويتشه تسايتونج" أن القانون الألماني يمنح الحكومة حق مصادرة أصول الشركات إذا كان النظام العام أو الأمن القومي مهددا.
المختبر الألماني يكذّب...
البعد الذي اتخذته هذه الأخبار دفع المختبر الألماني كيوروفاك إلى تكذيب "أي إشاعة تتحدث عن عملية استحواذ". وقالت الشركة في بيان إنها لا تزال تركز على تطوير لقاح "لحماية الناس والمرضى حول العالم". وامتنعت عن التعليق على التقارير التي تتحدث عن عرض تقدم به دونالد ترامب للحصول عليه بشكل حصري. إلا أنها شكرت ممثل المختبر في الولايات المتحدة بعد وقت قصير من حضوره اجتماعا في البيت الأبيض، علما أنها لم تعلن عن أسباب رحيل هذا المسؤول عن الشركة.
ونفت الشركة الألمانية الإثنين تلقيها عرضا من الولايات المتحدة من دونالد ترامب يمنح الأمريكيين بشكل حصري لقاحا محتملا ضد الفيروس. وقالت في تغريدة " "لتوضيح الأمر مرة أخرى بشأن فيروس كورونا، لم تتلق CureVac عرضا من حكومة الولايات المتحدة أو أطراف ذات صلة قبل وأثناء وبعد اجتماع فريق العمل في البيت الأبيض في 2 مارس".
البيت الأبيض يلتزم الصمت
وصرح مسؤولون من إدارة دونالد ترامب بالبيت الأبيض لصحيفة "واشنطن بوست" بأنهم ليسوا على علم بأي مباحثات حول التكنولوجيا التي تطورها شركة كيوروفاك حول فيروس كورونا. لكنهم اعترفوا بأن ترامب ربما قد ناقش هذه القضايا مع ممثل الشركة الألماني بعد اجتماع 2 مارس.
وكان دونالد ترامب قد أكد أن اكتشاف اللقاح قد يكون في متناول اليد، إلا أن المتخصصين في المجال الصحي يحذرون من أن تطوير العلاج قد يستغرق أكثر من عام.
وتذكر صحيفة "واشنطن بوست" بأن الولايات المتحدة غير جاهزة بشكل جيد لاختبار اللقاحات المحتملة ضد الفيروس، حيث أن الوكالات الفيدرالية الأربع المكلفة بالعمل على علاج الأوبئة ليس لديها الموارد المادية اللازمة لإجراء الاختبارات واسعة النطاق اللازمة لفيروس مثل فيروس كورونا، ولذلك يهتم الرئيس الأمريكي بالعمل على إنتاج لقاح مضاد للوباء في دول أخرى، على حد تفسير صحيفة "واشنطن بوست".
عماد بنسعيّد
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك