رئيس بلدية موسكو إلى الواجهة بفضل كورونا المستجد

موسكو (أ ف ب) –

إعلان

خلال لقاء متلفز مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بشكل قاطع لسيد الكرملين أن الأرقام الرسمية بشأن عدد الإصابات بكوفيد-19 لا تعكس الواقع.

وأوضح الثلاثاء أن السبب هو أن المرضى يلازمون منازلهم ولم تجر عمليات فحص كافية لذا "فلا أحد يعرف الصورة الحقيقية" للوضع.

وسرعان ما تبدّلت الرواية الرسمية عقب تصريحاته، ليلقي بوتين، الذي سبق ان أصر على أن الوضع "تحت السيطرة"، خطابا بوجه متجهّم للأمة الأربعاء.

وقال السياسي المعارض فلاديمير ريزكوف عبر إذاعة "صدى موسكو" الشهيرة "أيّد بوتين موقف سوبيانين".

ويظهر سوبيانين، رئيس بلدية العاصمة التي تعد 12 مليون نسمة منذ 2010، كشخصية صارمة تفتقد إلى الكاريزما.

لكن أزمة كورونا المستجد دفعت بالسياسي المتحدر من سيبيريا والبالغ من العمر 61 عاما إلى الواجهة إذ بات رئيس فريق عمل مكلف مواجهة الوباء على مستوى البلاد.

وأعلن تشديد الإجراءات في موسكو بينما تجنّب بوتين فرض عزل تام في أنحاء البلاد.

وأعلن بوتين إجازة عمل للموظفين في روسيا الأسبوع المقبل لكنه لم يعط الكثير من الإرشادات بشأن كيفية تصرف الناس.

والثلاثاء، أمر سوبيانين بإغلاق المتاجر في موسكو، باستثناء تلك التي تبيع الأغذية والحاجيات الأساسية، إضافة إلى المطاعم والمقاهي والمتنزهات. وأوصى بألا يزور الروس من باقي المناطق العاصمة.

وأمر ببناء مستشفى ضخم متخصص بكوفيد-19 خارج موسكو قال إنه سينجز في غضون أسابيع.

- "رئيس وزراء كورونا المستجد" -

وسجّلت في موسكو، حيث تتوقف العديد من الرحلات الجوية الدولية، معظم الإصابات المؤكدة في روسيا حتى الآن بينما اضطلع سوبيانين بدور أساسي في إدارة الأزمة.

ومنحته ثقة بوتين الواضحة به دورا بالغ الاهمية رغم أنه لا يحظى بشعبية بين الناس.

وقال رئيس مركز أبحاث "مجموعة خبراء السياسة" كونستانتين كالاشيف "تتمثل مهمة سوبيانين الآن في أن يكون رأس حربة للتصدي لفيروس كورونا المستجد. يظهر ذلك أنه يحظى بثقة الرئيس".

وأضاف "إنه شخصية مؤثّرة سياسيا ويملك الخلفية والامكانات التي تمكّنه من الإدارة والتنظيم بشكل فعال".

وجاء في منشور على تطبيق "نيزيغار تلغرام" لتبادل الرسائل النصية والذي يذكر أن لديه قدرة على الوصول إلى شخصيات في الكرملين "اليوم بات سوبيانين الرجل الثاني في السلطة بعد بوتين. هذا هو الواقع السياسي".

وقاد سوبيانين إدارة بوتين الرئاسية لخمس سنوات، وهو دور رئيسي يعمل من يتولاه خلف الكواليس.

وعندما كان رئيسا للبلدية، حوّل شوارع موسكو المتآكلة وحدائقها إلى مساحات حضرية حديثة. لكنه مع ذلك لا يتمتع بشعبية.

فمثلا، مضى قدما في برنامج إسكان واسع ومثير للجدل لنقل سكان من مبان تعود للحقبة السوفياتية إلى أبراج شاهقة.

ودعم رئيس البلدية كذلك الحملة الأمنية التي استهدفت متظاهرين معارضين وشهدت تكثيف الشرطة لعمليات الاعتقال خلال احتجاجات غير مرخص لها بينما وجّهت اتهامات جنائية لمتظاهرين شباب تلقوا أحكاما بالسجن لفترات طويلة.

وقال أندريه كوليسنيكوف من مركز كارنيغي إن "دور +رئيس وزراء فيروس كورونا+ طبيعي بالنسبة لسوبيانين".

وأضاف "إنه رئيس بلدية موسكو، أخطر مدينة روسية في ما يتعلّق بتفشي الفيروس".

ويتولى رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين مهمة تنفيذ السياسات، لكن الرئيس السابق لمصلحة الضرائب لم يمض على توليه منصبه سوى بضعة اشهر.

وأكّدت موسكو أول إصابة لديها بكوفيد-19 في الثاني من آذار/مارس. وأعلنت الآن ثلاث وفيات و703 إصابات، أي ما يعادل أكثر من نصف الحصيلة على الصعيد الوطني والبالغة 1036.

وفي حين قد يبدو كلام سوبيانين امام بوتين جريئا بعض الشيء في نظر البعض، يشير مراقبون إلى أن الكرملين أوكله في الواقع مهمة نقل الأنباء السيئة.

وقال كوليسنيكوف "يعمل هو وبوتين كفريق واحد وتتخذ الإجراءات بشكل مشترك".

وأضاف "إنها قيادة من قبل فريق، لكن بوتين يملك الكلمة الفصل".