الرئيس الإسرائيلي يكلف البرلمان تشكيل حكومة
القدس (أ ف ب) –
نشرت في: آخر تحديث:
أحال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الخميس مهمة تشكيل حكومة على البرلمان بعد فشل رئيس مجلس النواب بيني غانتس في التوصل إلى اتفاق على ائتلاف وحدة مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو بينما أكد الجانبان استمرار المحادثات.
وتنذر الانقسامات العميقة داخل البرلمان المؤلف من 120 مقعدا باستمرار أطول جمود سياسي تعيشه البلاد خاصة في ظل غياب شكل واضح لائتلاف قابل للحياة.
ولا تزال هناك فرصة لإحراز اتفاق على تشكيل وحدة طوارئ بين الطرفين تساعدهما على احتواء جائحة كوفيد -19.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان جوناثان رينهولد إن "سيناريو تشكيل حكومة وحدة يبقى قائما" لكن هذا ليس مؤكدا بأي شكل من الأشكال.
وتعهد غانتس عقب تكليفه السعي إلى تشكيل حكومة وحدة طارئة يقودها نتانياهو في البداية.
وكان ريفلين قد عهد بمهمة تشكيل الحكومة لغانتس بعد انتخابات الثاني من آذار/مارس، التي كانت الثالثة خلال أقل من عام. لكن مهلة الأسابيع الأربعة انقضت بدون تقدم يذكر.
وكانت المهلة المحددة أساسا لغانتس انقضت منتصف ليل الإثنين الثلاثاء قبل أن يطلب ومنافسه السابق نتانياهو تمديدها لمدة 48 ساعة.
- تقاسم السلطة -
وافق الرئيس الإسرائيلي على تمديد المدة بعدما لاحت مؤشرات إلى تقدم في الأفق.
لكن المدة انتهت من دون أي نتيجة، مع إعلان الجانبين استمرار المحادثات. وقالا في بيان مشترك الخميس إن "فرق التفاوض المعنية أنهت الليلة الماضية اجتماعها على أن تتواصل اليوم المحادثات للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى تشكيل حكومة طوارئ وطنية".
لكن ريفلين أبلغ رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس أن ولايته انتهت.
وقال بيان رئاسي إن ريفلين "أبلغ رئيس الكنيست بيني غانتس تكليفه الكنيست مهمة تشكيل الحكومة"، مشيرا إلى أن أيا من غانتس ونتانياهو لا يحظى حاليا بدعم أغلبية النواب في الكنيست البالغ عددهم 120 نائبا.
ويمنح قرار ريفلين أعضاء الكنيست 21 يوما لترشيح عضو لتشكيل الحكومة، وسيكون أمام هذا المرشح أسبوعان فقط لبناء تحالف، ويمكن أن يكون هذا العضو غانتس أو نتانياهو أو أي عضو آخر.
ويشير رينهولد إلى أن هذا السيناريو "سيعيد الأمر إلى حكومة وحدة مع غانتس أو نتانياهو أو انتخابات جديدة".
وكان غانتس قد دعا إلى تشكيل تحالف يقوده نتانياهو لفترة محددة من أجل الاتّحاد في مواجهة أزمة فيروس كورونا الصحية غير المسبوقة والتي تسبببت بخسائر اقتصادية مدمرة.
كما ناقش الرجلان عدة سيناريوهات محتملة، بما في ذلك تولي غانتس رئاسة الوزراء لمدة 18 شهرا مع توزيع الحقائب الوزارية بين تحالف غانتس الوسطي "أزرق أبيض" وحزب "الليكود" الذي يتزعمه نتانياهو.
وكان من شأن ائتلاف بين نتانياهو غانتس أن يمنح الدولة العبرية أول حكومة مستقرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة تنهي فترة الجمود السياسي وتوكل إليها مهمة احتواء فيروس كورونا المستجد.
وأثار قرار غانتس بالسعي للتوصل إلى اتفاق مع نتنياهو تفكك الأزرق والأبيض ، مما أضعف موقفه السياسي بشكل كبير.
- انتخابات رابعة -
ناشد ريفلين النواب البحث عن حل يجنب اسرائيل "التوجه إلى انتخابات رابعة".
ويتساءل كثيرون عما إذا كان نتانياهو يريد فعلا تقاسم السلطة مع غانتس لاسيّما وأنّ استطلاعات الرأي كانت إيجابية لصالحه، إذ يبدو إن هناك تأييداً واسعاً لطريقة إدارته لأزمة كورونا.
ويُتهم رئيس الوزراء من قبل معارضيه بسعيه المستمر إلى إلغاء لوائح الاتّهام الموجّهة إليه، والضغط من أجل إجراء انتخابات رابعة على أمل الحصول على أغلبية برلمانية كفرصة أخيرة يمكن أن تساعده في الحصول على الحصانة من المحاكمة.
ويواجه نتانياهو اتهامات بثلاث قضايا منفصلة تتعلق بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة، وأدى تفشي فيروس كورونا إلى إرجاء محاكمته إلى الشهر المقبل.
ويشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس جدعون راهط لفرانس برس إلى أن "شراء الوقت" يخدم مصلحة نتانياهو.
لكن يشير أيضا إلى أن استطلاعات الرأي التي تؤيد نتانياهو يمكن أن تنقلب ضده في حال تمت الدعوة إلى انتخابات رابعة.
ويتفق رينهولد مع غيره من المحللين على أن العقبة الرئيسية في محادثات الوحدة تتمحور حول حقيبة العدل والأشخاص المرشحين لها، لا سيما وأنها ستشرف على محاكمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته.
كذلك، برز خلاف حول حقيبة الدفاع وملف غور الأردن الذي يبدي غانتس تحفظه على ضم المنطقة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة.
© 2020 AFP