فيروس كورونا: مخاوف من ارتفاع جديد في عدد الإصابات بتونس والجزائر مع تخفيف الحجر الصحي

خففت كل من تونس والجزائر منذ بداية شهر رمضان، تدابير الإغلاق التام الذي تم إقراره لمكافحة فيروس كورونا لكن بحذر و"تخوف" من عودة نسق الإصابات للارتفاع. وشددت سلطات البلدين على ضرورة احترام الإرشادات الصحية والتباعد الاجتماعي، وإلا "ستتحمل مسؤوليتها بحماية المجتمع بما في ذلك العودة إلى الحجر المنزلي".

متطوعان تونسيان يرتديان كمامة يوزعان مساعدات غذائية في سوق تونس المركزية في الرابع من أيار/مايو 2020
متطوعان تونسيان يرتديان كمامة يوزعان مساعدات غذائية في سوق تونس المركزية في الرابع من أيار/مايو 2020 © أ ف ب
إعلان

بدأت كل من تونس والجزائر في تخفيف تدابير الحجر الصحي الذي تم إقراره منذ أسابيع لمكافحة فيروس كورونا لكن بحذر و"تخوف" من ارتفاع عدد ضحايا الوباء بسبب عدم احترام التدابير الصحية والتباعد الاجتماعي.

في تونس، عبر وزير الصحة عبد اللطيف المكي في تدوينة الأحد على صفحته على فيس بوك عن "تخوف" وبرره بـ "ما نراه من انفلات هنا وهناك تجاهلا أو تحت ضغط الحاجة"، والسلطات في هذه الحالة "ستتحمل مسؤوليتها بحماية المجتمع بما في ذلك العودة إلى الحجر العام".

وفي الجزائر، حذر الرئيس عبد المجيد تبون الجمعة من تشديد الحجر في حال لم يتم التزام الإرشادات الصحية.

الجزائر: ارتفاع عدد الإصابات بـ 27 في المئة منذ بداية رمضان

وقررت السلطات الجزائرية نهاية الأسبوع الفائت إعادة غلق العديد من المتاجر في المحافظات وفي الجزائر العاصمة بسبب عدم احترام التدابير الصحية والتباعد الاجتماعي. فقد أحصت "ارتفاعا بـ 27 في المئة في عدد الإصابات" في الفترة الممتدة بين بداية شهر رمضان الموافق 24 نيسان/أبريل والثلاثين من الشهر.

وطالب رئيس الحكومة عبد العزيز جراد الجزائريين عند اتخاذه قرار استئناف الأنشطة التجارية قبل أسبوع بـ "مواصلة الامتثال، بكل وعي وصرامة، لتدابير النظافة، والتباعد الاجتماعي والحماية.  

تونس ربحت المعركة وليس الحرب

وقالت عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كوفيد-19 في تونس حنان التويري بن عيسى: "ربحنا المعركة وليس الحرب"، مشيرة إلى ضرورة اليقظة والتعويل على وعي المواطنين للتعايش مع هذا الفيروس في المرحلة القادمة.   

للمزيد- تونس: أمام فيروس كورونا العدو المشترك.. لا خيار سوى التضامن

وكان رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ أقر نهاية نيسان/أبريل في حوار تلفزيوني بأن بلاده "شبه مسيطرة على الوضع"، مستدركا: "لم نخرج بعد من الأزمة" مرجحا ذلك إلى مجموعة التدابير المعتمدة منذ ظهور الحالات الأولى من المصابين ولارسيما غلق الحدود البرية والجوية تدريجيا تزامنا مع ظهور الاصابات الأولى.

وتؤكد السلطات الصحية في تونس أن منهجيتها في مكافحة كوفيد-19 والتي تعتمد على العزل التام لحاملي أعراض الفيروس والقيام بالتحاليل الموجهة كانت "ناجحة" ومكنتها من تفادي 25 ألف إصابة وألف وفاة.  

وعاد نسق الإصابات ليرتفع في الجزائر مع بداية شهر الصيام.

وقالت سلطات جهوية الأحد إنها أغلقت نهاية الأسبوع أنشطة تجارية عدة كانت استأنفت نشاطها الأسبوع الماضي، وذلك بسبب عدم التزامها قواعد الصحة والتباعد الاجتماعي.

ومنذ بدء شهر رمضان أُحصيت 56 وفاة و1467 إصابة جديدة في الجزائر.

للمزيد- إعادة فتح المتاجر في الجزائر لتخفيف الآثار الاقتصادية والاجتماعية للوباء

الطبيب الجزائري إيدير بيتام الخبير في الأمراض المنقولة من "خطر عودة" الإصابات وذلك "بالنظر إلى التراخي، وسنشعر به في الأسابيع القادمة".

كما تقول الطبيبة ورئيسة قسم الأمراض المعدية بمستشفى "الرابطة" في تونس حنان التيويري بن عيسى: "توصلنا لكبح الجائحة ولكن يجب تدعيم ذلك."

استقرار ثم انخفاض في عدد الإصابات  

إلى ذلك، يقول سليمان بن سلامة أستاذ الرياضيات في الجامعة التونسية ومدير مختبر الرياضيات البيولوجية بمعهد باستور تونس: "منذ أسبوع استقر عدد الإصابات ثم بدأ بالانخفاض وهذا نتيجة عاملين أساسيين هما أولا سياسة العزل المطبقة على المصابين وعلى محيطهم العائلي ما ساهم مباشرة في التقليص في العدوى ثم قرار حظر التجول والإغلاق التام الذي قلص بصفة كبيرة في التجمعات بين الناس".

تقدر الأستاذة ريم عبد الملك المختصة في الأمراض الجرثومية في "مستشفى الرابطة"(حكومي) أن هناك "فرضيات متعددة لم يتم تأكيدها علميا يمكن أن نفسر بها الوصول إلى هذا المنحنى منها التطعيم ضد السل (المعروف بالبي سي جي)" وقد أدرجته تونس ضمن أجندة اللقاحات منذ مطلع ستينيات القرن الماضي.

وتؤكد عبد الملك أن "الحجر الصحي الذي تم اعتماده منذ البداية كان أهم عامل ساعد على تجاوز الأزمة".

بدأ تخفيف الحجر الصحي العام في تونس الإثنين وذلك عبر السماح لنصف عدد العاملين بالرجوع التدريجي لنشاطهم، لكن العديد من الإخلالات والتراخي بدأت تظهر خصوصا عبر الازدحام في وسائل النقل والتجمعات وعدم وضع الكمامات.

وفاق عدد الأشخاص المصابين بالفيروس في تونس ألف حالة بقليل وتوفي جراءه 42 شخصا في بلاد يتواجد فيه نحو 11 مليون ساكن. بينما في الجزائر الجارة حيث يتضاعف عدد السكان بأكثر من أربع مرات أصيب بكوفيد-19 أكثر من 4500 شخص وسجلت البلاد أكثر من 460 حالة وفاة.

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24