ستة قتلى على الأقل إثر تسرب للغاز من مصنع للمواد الكيميائية في الهند
فيزاخابتنام (الهند) (أ ف ب) –
نشرت في: آخر تحديث:
قتل ستة أشخاص على الأقل ونقل ألف آخرون إلى مستشفيات إثر تسرب للغاز في مصنع للمواد الكيميائية قبيل فجر الخميس في شرق للهند، أدى أيضا إلى إصابة عدد من الأشخاص بحالات إغماء في الشوارع، وفق السلطات.
وتسرب الغاز من خزانات في مجمع تملكه شركة "إل جي تشيم" الكورية الجنوبية" التي كانت قد علقت العمليات في المجمع بسبب إجراءات العزل التي تفرضها الهند للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأظهرت مشاهد التلفزيونات المحلية الهندية عددا من الأشخاص من بينهم نساء وأطفال، مستلقين بدون حراك أرضا في شوارع فيزاخابتنام، المدينة الصناعية الساحلية في ولاية أندرا براديش.
ونقل ألف شخص على الأقل إلى مستشفيات مختلفة، بحسب الطبيب بي كا نايك منسق المستشفيات في المنطقة، والذي قال إنه يخشى من أن يكون عدد كبير من الأشخاص فاقدي الوعي في منازلهم.
وقال الطبيب لوكالة فرانس برس "هناك أشخاص كانوا نائمين". وأضاف "نسعى لنقل الناس إلى المستشفيات. إنهم بحاجة لمدهم بالأكسجين والهواء النقي".
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس من داخل مستشفى الملك جورج في المدينة، مريضين أو ثلاثة على السرير الواحد، العديد منهم أطفال وعدد كبير منهم فاقدي الوعي.
وبعض المرضى كانوا يرقدون على الأسرة في المستشفى وهم يرتدون سراويل قصيرة وعراة الصدور وحفاة.
وأظهرت صور أخرى لوكالة فرانس برس تصاعد الأبخرة من الخزانات.
- صلوات -
كتب رئيس الحكومة ناريندرا مودي على تويتر "أصلي من أجل سلامة الجميع في فيزاخابتنام".
والمصنع الذي تشغله شركة "إل جي بوليمرز" هو أحد فروع مجموعة "إل جي تشيم" ويقع في إحدى ضواحي فيزاخابتنام.
وأصدرت "إل جي تشيم" بيانا في كوريا الجنوبية صباح الخميس أعلنت فيه وقف تسرب الغاز من المصنع.
وقال البيان إن "تسرب الغاز بات تحت السيطرة ونستكشف كل السبل لتقديم العلاج السريع للذين يعانون من تنشق الغاز المسرب".
وقالت سواروب راني المسؤولة في شرطة فيزاخابتنام لوكالة فرانس برس إن المصنع كان متوقفا عن العمل بسبب إجراءات العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
وأضافت أن الغاز "لم يكن يخضع لإشراف بسبب إجراءات الإغلاق، وحدث تفاعل كيميائي وارتفاع في درجة الحرارة داخل الخزانين وتسرب الغاز لهذا السبب".
وأوضحت أن القرويين اتصلوا بالسلطات حوالى الساعة 3,30 صباحا وتحدثوا عن غاز في الهواء. وعناصر الشرطة الذين هرعوا إلى المكان ما لبثوا أن تراجعوا خشية تعرضهم للتسمم.
وقالت "توجهنا إلى المكان على الفور. كانت رائحة الغاز قوية ولم يكن من الممكن البقاء في المكان أكثر من بضع دقائق، وبدأ العمال العمل حوالى الساعة الرابعة".
وأكدت شركة إل جي تشيم إن المصنع لم يكن يعمل بسبب إجراءات العزل، لكنها قالت إن عمال الصيانة كانوا في المنشأة.
وقال متحدث باسم الشركة في سيول لوكالة فرانس برس "صحيح أن المصنع لم يكن يعمل نظرا لإجراءات الإغلاق، لكن عمال صيانة كانوا في الداخل".
وأوضح أن "عاملا من فريق الليل رصد التسرب وقام بالتبليغ عنه".
- طفح جلدي والتهاب العيون -
ذكرت صحيفة تايمز أوف إنديا أن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم، بينهم طفلة عمرها ثماني سنوات، فيما أصيب خمسة آلاف شخص بعوارض مرضية.
واشتكى الأهالي من مشكلات في التنفس وطفح جلدي والتهاب في العينين، وفق الصحيفة.
وأظهرت قناة نيوز-18 التلفزيونية عددا من الأشخاص مستلقين على الأرصفة والعديد منهم مغميين على ما يبدو.
وأعادت الحادثة إلى الأذهان إحدى أسوأ الكوارث الصناعية في التاريخ عندما تسرب غاز من مصنع لمبيدات الحشرات في مدينة بوبال بوسط الهند في 1984.
آنذاك قضى قرابة 3500 شخص، غالبيتهم من المقيمين في أحياء عشوائية في محيط المصنع الذي تشغله شركة يونيون كاربايد، في الأيام التي أعقبت الحادث. فيما قضى آلاف آخرون في السنوات التالية. ولا يزال الناس يعانون من آثار الكارثة حتى اليوم.
وتفيد إحصاءات حكومية ان مئة ألف شخص من المقيمين قرب منشأة يونيون كاربايد، أصيبوا بأمراض مزمنة.
ولا يزال الناجون يعانون من أمراض تصيب الجهاز التنفسي والكلى ومن اختلالات هرمونية وأمراض عقلية والسرطان.
وأصيبت الأجيال الجديدة بالأمراض بسبب المياه الجوفية الملوثة وحليب الأم المسموم الذي رضعوه عند الولادة.
© 2020 AFP