هنود في الإمارات ينتظرون إعادتهم إلى بلادهم وسط أزمة كوفيد-19
دبي (أ ف ب) –
نشرت في: آخر تحديث:
تنظم نيودلهي هذا الأسبوع عملية لإعادة مئات الآلاف من مواطنيها العالقين في دولة الإمارات بسبب وباء كوفيد-19، الى بلادهم عبر الجو والبحر، لكن يشكك بعض مواطنيها بالخطة، معتبرين أنها مجرد "دعاية إعلامية".
وتقول السلطات الهندية التي فرضت حجراً صارماً منذ أواخر آذار/مارس وعلقت الحركة الجوية على أراضيها، إنها قامت بتعبئة سفنا عسكرية ورحلات جوية خاصة نحو عدة دول، بينها الإمارات ودول خليجية أخرى، التي تضم جالية كبرى من العمال الآسيويين.
ويبلغ عدد الهنود المقيمين في الإمارات 3,3 مليون شخص وهم يشكلون بذلك ثلث عدد سكانها، معظمهم في دبي، الإمارة الأكثر دينامية من الناحية الاقتصادية بين الإمارات السبع التي يتشكل منها الاتحاد.
وتلقت القنصلية الهندية في دبي، الإمارة التي يجذب اقتصادها المتنوع اليد العاملة الأجنبية خصوصاً، نحو 200 ألف طلب للترحيل، معظمهم عمال خسروا وظائفهم نتيجة للأزمة الناجمة عن الوباء.
ويرى العامل الهندي إيشان أن السفينة والرحلتين التي من المتوقع أن ترسلها الهند إلى دبي الخميس لإجلاء مئات الأشخاص، ليست إلا جزءا بسيطا مما يجب فعله. ويضيف هذا الرجل البالغ من العمر 35 عاماً والذي كان يدير خدمات الاستقبال في فندق فاره في دبي قبل تسريحه، لفرانس برس أن "الأمر أشبه برمي فتات العظام للكلاب".
لكنه اعتبر نفسه محظوظاً لتلقيه تعويضات مالية من الشركة التي كان يعمل فيها، على عكس العديد من العمال الأجانب.
وتساءل إيشان "لنقل أنهم سيجلون 400 شخص في اليوم الأول (عبر الطائرة)، ونحول آلاف خلال عشرة أيام. هل سيغيرون الوضع فعلاً؟".
- "فشل تام" -
يعتبر إيشان أن الحكومة الهندية تقوم بحملة إعلامية "لجذب انتباه المجتمع الدولي"، لكن على الأرض، يثير نقص شفافيتها الكثير من التساؤلات بالنسبة لمواطنيها العالقين في الخارج.
وقال "نحن غاضبون لأن هذا فشل تام من جانب الحكومة"، مشيراً إلى أنه يستعلم عن الوضع من خلال الإعلام الإماراتي، فهو لم يحصل على أي توضيح من جانب القنصلية حول موعد إقلاع تلك الرحلات، وقيمة بطاقات السفر، وحتى تكلفة الحجر الصحي لمدة 14 يوماً عند العودة إلى الهند.
ويتساءل إيشان "انظروا إلى الناس الذين لا يملكون المال. كيف تحضرونهم إلى هذا الوضع؟".
ولم تكن السفارة الهندية في الإمارات وقنصلية دبي الأربعاء متوفرتين للرد عند اتصال فرانس برس.
وطلبت السلطات القنصلية من ابراهيم خليل الذي يرأس جمعية للجالية الهندية في دبي اختيار 100 شخص لإعادتهم بين مئات الآلاف من الطلبات.
وأوضح خليل لفرانس برس أن الأولوية أعطيت "للمتقدمين في السن، والنساء الحوامل، ومن يعانون من مرض غير كورونا"، مضيفاً "تخطط مؤسستنا لدفع ثمن بطاقات الطائرة لغير القادرين".
- "لم يجب أحد" -
لكن الاختيار لن يشمل كافة النساء الحوامل.
وتروي شابة هندية في شهرها الثامن وعالقة في إمارة الشارقة المجاورة لدبي مع زوجها لفراس برس "اتصلنا (بالقنصلية) لكن لم يجب أحد. أرسلت بريداً إلكترونياً، ردوا عليه بالقول إنهم لا يستطيعون قول شيء ونصحوني بانتظار اتصال منهم".
وتضيف الشابة البالغة من العمر 26 عاماً التي فضلت عدم كشف هويتها أنها جاءت لزيارة زوجها الذي يعمل في دبي لكنها تقيم في شقة صغيرة تتشاركها عائلات أخرى في الشارقة حيث الإيجارات أقل تكلفة.
وتتابع "لا نملك تأميناً طبياً، والمصاريف الطبية مرتفعة جداً في دبي"، مؤكدةً أنها فقدت الأمل بالعودة سريعاً إلى بلدها للولادة هناك حيث بإمكانها تلقي دعم عائلتها. وتضيف "لا أعرف لماذا لم يتم اختياري".
© 2020 AFP