أزمة في بولندا بعد تنظيم الانتخابات الرئاسية دون فتح مكاتب الاقتراع
وارسو (أ ف ب) –
نشرت في:
لم تفتح مكاتب الاقتراع أبوابها في بولندا الأحد لاختيار رئيس للبلاد، كما لم يتمّ إلغاء الانتخابات، ما جعل البلاد تعيش حالة تاريخيّة نادرة وُصفت بأنّها "انتخابات أشباح".
تسود شكوك في البلاد حول ما يُخفيه المستقبل، وقد توَلّد هذا الوضع عن عجز الحكام القوميّين والمعارضة عن التوافق على حلّ دستوري مقبول من الطرفين.
لخّص النائب البرلماني توماس تريلا الوضع في منشور على صفحته في فيسبوك جاء فيه أنّ "اليوم يوم انتخاباتٍ بدون اقتراع".
وقال لصحافيّين أثناء وجوده أمام مدرسة تُحَوّل عادةً إلى مكتب تصويت، إنّ "مكتب الاقتراع مغلق، ما يعني أنّ أحدًا ما ألغى الانتخابات. لكن من غير الواضح مَن قام بذلك وبناء على ماذا".
من جهتها، نظّمت حركة المواطنين من أجل الجمهوريّة البولنديّة تظاهرة في وارسو للمطالبة بإصلاح عميق للدولة.
في تصريح للصحافة، قال القيادي في الحركة باول كاسبرجاك إنّ "الدولة عاجزة عن تنظيم انتخابات مقرّرة اليوم".
للخروج من المأزق، دعا السياسي اليساري كريستوف غاوكوفسكي جميع الأحزاب السياسيّة إلى المشاركة في مائدة مستديرة "للوصول إلى طريقة لتنظيم انتخابات عادلة ونزيهة".
وعبّرت أغلب تشكيلات المعارضة عن قبولها سريعًا بالالتقاء يوم الأربعاء، لكنّ حزب القانون والعدالة الحاكم رفض المشاركة، وفق ما نقلت وكالة بي آي بي.
ووسط الشكوك حول مصير الانتخابات، قال رئيس الحزب الحاكم ياروسلاف كاتشينسكي إنّه سيتمّ التوصّل إلى حلّ يوم الأربعاء.
وقال المسؤول السياسي في بيان "بمجرّد تجاوز تاريخ 10 أيّار/مايو، وإلغاء المحكمة العليا للانتخابات نتيجة عدم انعقادها، ستُعلن رئيسة البرلمان تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في أقرب موعد".
وتوَلّد الوضع عندما أقرّ نوّاب الحزب الحاكم قانونًا يفرض التصويت عبر البريد. لكنّ النصّ تعرّض لانتقادات من خبراء دستوريّين ورفضته المعارضة في مجلس الشيوخ، كما أنّه خرج في وقت متأخّر وبالتالي لم يعد تنفيذه ممكنًا.
في الوقت نفسه، رفض الحزب الحاكم تأجيل الانتخابات، مرتكزًا في ذلك إلى الدستور الذي لا يسمح بهذا الخيار إلا عند إعلان وضع كارثة طبيعيّة. وقد اعتبر الحزب أنّ الوضع الصحّي لا يرقى إلى الكارثة.
لكنّ المعارضة وعدداً من المعلّقين اعتبروا أنّ هناك أسبابًا أخرى لرفض تأجيل الانتخابات، أهمّها رغبة الحزب في إعلان فوز الرئيس أندريه دودا بولاية جديدة.
ويتصدّر دودا نوايا التصويت، وكان بإمكانه الفوز منذ الدور الأول للانتخابات، لكنّ ذلك قد لا يبقى مضمونا في حال تأجيلها، نظرًا إلى التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لوباء كوفيد-19.
© 2020 AFP