مقطع نشر على أنه يصور إطلاق نار في محيط دمشق يعود في الحقيقة إلى العام 2012

نيقوسيا (أ ف ب) –

إعلان

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما من السوريين مقطعاً مصوّراً على أنه يظهر اشتباكات بين قوات الرئيس بشار الأسد ومسلّحين تابعين لابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف، لكن هذا المقطع منشور قبل سنوات على أنه يصوّر إطلاق نار في محيط دمشق عام 2012، ولا علاقة له بالتوتّر القائم حالياً بين الأسد ومخلوف.

تبدو في الفيديو أضواء مدينة أو قرية في الليل، وتُسمع رشقات نارية من أماكن مختلفة، ما يوحي بحصول اشتباك أو بتعرّض منطقة لإطلاق نار من مواقع مختلفة. وتسمع في الخلفية تسابيح تتصاعد من مسجد، كتلك التي تُذاع بين صلاتي المغرب والعشاء أيام الأحد والخميس، أو قبل صلاة الفجر كلّ يوم.

وانتشر المقطع على مواقع التواصل، بين و ويوتيوب، على أنه يصوّر اشتباكاً بين الجيش السوري أو موالين للأسد من جهة، ومسلّحين تابعين لرامي مخلوف من جهة أخرى.

توتّر بين الأسد ومخلوف

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر الفيديو في هذا السياق الاثنين في الرابع من أيار/مايو الحالي، أي غداة ظهور تسجيل نادر لرامي مخلوف اتهم فيه الأجهزة الأمنية باعتقال موظفي شركاته وبالضغط عليه للتخلي عنها.

وجاء ذلك بعد مقطع أول نشره مخلوف ليل الخميس في 30 نيسان/أبريل على صفحته على فيسبوك وناشد فيه الأسد التدخّل لإنقاذ شركة الاتصالات التي يملكها من الانهيار بعد أن طالبته الحكومة بتسديد مبلغ ضخم اعتبره مجحفا. وكانت هذه أول إطلاله لرجل الأعمال منذ العام 2011.

ورامي مخلوف أحد أعمدة النظام اقتصادياً منذ عقود واسمه مدرج على القائمة الأميركية السوداء منذ العام 2008. ويرأس رجل الأعمال الذي طالما بقي بعيدا عن الأضواء، مجموعة شركات أبرزها شركة "سيرياتل" التي تملك نحو سبعين في المئة من سوق الاتصالات في سوريا.

وقال مخلوف الأحد، في ثاني شريط فيديو يبثه خلال ثلاثة أيام على صفحته في فيسبوك ومدته عشر دقائق، "بدأت اليوم الضغوطات بطريقة غير مقبولة (...) وبدأت الأجهزة الأمنية تعتقل الموظفين الذين يعملون لدي"، متسائلاً "هل يتوقع أحد أن تأتي الأجهزة الأمنية على شركات رامي مخلوف، الذي كان أكبر داعم لهذه الأجهزة وأكبر راع لها خلال الحرب؟".

وبرغم توجه مخلوف للمرة الثانية إلى الأسد واصفاً إياه بـ"صمام الأمان"، يؤكد شريطا الفيديو توترا قائما بينهما بعدما تحدثت تقارير إعلامية عدة عن خلافات لم تتضح حقيقتها، وعن مصادرة وسائل إعلام محلية كان يديرها مخلوف ومقرات جمعية خيرية تابعة له.

لكن الادعاء بأن المقطع المنشور يصوّر اشتباكاً بين أنصار الأسد وأنصار مخلوف غير صحيح.

- فيديو من العام 2012 -

فتنبّه عدد من مستخدمي موقع تويتر إلى أن هذا الفيديو ملتقط قبل سنوات ولا علاقة له بالمستجدات الأخيرة في سوريا بين الأسد ومخلوف.

وأشار بعضهم إلى أنه صوّر في العام 2012 في كفرسوسة في محيط دمشق.

وعند البحث على موقع يوتيوب باستخدام الكلمات الواردة في تلك التغريدات، تم العثور على المقطع نفسه فعلاً نشرته "" المعارضة في صيف العام 2012.

ونشر المقطع آنذاك بعنوان "شام دمشق كفرسوسة أصوات اطلاق نار كثيف جداً وانفجارات تهز الحي 17-8-2012".

وفي ذلك اليوم، وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في أحياء جنوب دمشق وغربها. وطالت كرة النار أحياء القدم وحي التضامن والحجر الأسود وكفرسوسة وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أفاد ناشطون لوكالة فرانس برس حينها بأن الاشتباكات اندلعت إثر هجوم للمعارضة على مواقع للقوات النظامية في دمشق وتحديداً في محيط كفرسوسة.

ولم يتسنّ لفريق فرانس برس الجزم بالدليل القاطع بأن هذا الفيديو ملتقط في كفرسوسة، لكن مجرّد نشره في العام 2012 ينفي أن يكون ملتقطاً في الأيام الماضية في اللاذقية وينفي أن يكون له علاقة بما يجري بين بشّار الأسد ورامي مخلوف.

ا ف ب/دص/ود