الفيليبين تبقي اتفاقا عسكريا مع الولايات المتحدة

مانيلا (أ ف ب) –

إعلان

دفعت قضايا أمنية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، الفيليبين إلى تأجيل الانسحاب من اتفاق عسكري رئيسي مع واشنطن، وفق ما أفاد سفير هذا البلد في واشنطن الأربعاء.

وأعلنت حكومة الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي الثلاثاء أنها علّقت مشروعها لإلغاء "اتفاقية القوات الزائرة" التي تعد مهمّة بالنسبة لخطوات واشنطن الرامية لمواجهة تنامي نفوذ بكين.

وتقرّب دوتيرتي من الصين سعيا لتحقيق مكاسب تجارية واستثمارات، ما أثار قلق الولايات المتحدة من أن حليفتها التاريخية ومستعمرتها السابقة قد تبدّل تحالفاتها في خطوة تشكّل دعما استراتيجيا لبكين.

وقال السفير الفيليبيني لدى واشنطن خوسيه مانويل روموالديز لقناة "أيه إن سي" الإخبارية إنه "جرّاء مسائل أمنية... في هذا الجزء من العالم (بحر الصين الجنوبي)، ارتأت حكومتانا أنه سيكون من الحكمة أن نعلّق ببساطة أي تطبيق للإلغاء".

وتقرّب دوتيرتي من بكين منذ تسلمه السلطة عام 2016، لكن خطوته قوبلت برفض من الشعب وقلق في صفوف الجيش المتوجس من طموحات بكين في بحر الصيني الجنوبي.

ويعد الممر المائي الاستراتيجي مهما للغاية بالنسبة للتجارة ويعتقد أنه يحتوي على رواسب نفطية، ما حوّله إلى مصدر توتر إقليمي متكرر.

وقال المحلل المتخصص بالشأن الفيليبيني ريتشارد هيداريان أن على دوتيرتي الاختيار بين الصين التي تزداد عدوانيتها والولايات المتحدة -- الحليفة التاريخية التي لطالما ساعدت بلاده.

وأفاد "هذا ليس الوقت المناسب لبدء طلاق بشع، خصوصا في وقت تتمدد الصين في كل مكان".

ويعد الاتفاق المبرم عام 1998 أساسيا بالنسبة للتحالف العسكري العائد لعقود بين الولايات المتحدة والفيليبين ويشكل أساس مئات الأنشطة العسكرية السنوية المشتركة والمساعدات العاجلة في حالات الكوارث وجهود مكافحة الإرهاب المتواصلة.

ويتلقى الجيش الفيليبيني تدريبا ومعدّات أميركية بالغة الأهمية إذ حصل على مساعدات أمنية من الولايات المتحدة بقيمة 554,55 مليون دولار من العام 2016 حتى 2019.

وكان من المفترض أن يدخل إلغاء مانيلا للاتفاق العسكري حيّز التنفيذ في آب/اغسطس. وكان نتيجة إلغاء التأشيرة الأميركية للسناتور رونالد ديلا روزا الذي اعتُبر بين أبرز مخططي حرب دوتيرتي الدامية على المخدرات.

ويرفض دوتيرتي أي انتقادات وعقوبات تتعلق بسياسته في هذا الملف والتي قتلت الشرطة بسببها آلاف المتهمين باستخدام المخدرات أو الترويج لها.

ورغم تهديدات دوتيرتي المتكررة بإبعاد الفيليبين عن الولايات المتحدة، بقيت العلاقات متينة.

وقال روموالديز إن عرض الولايات المتحدة مساعدة الفيليبين في معركتها لاحتواء تفشي كورونا المستجد ساهم في المحادثات الرامية للحفاظ على "اتفاقية القوات الزائرة".