إحياء مرور ربع قرن على مجزرة سربرنيتشا التي راح ضحيتها ثمانية آلاف مسلم على يد قوات صرب البوسنة

تحيي البوسنة والهرسك السبت الذكرى الخامسة والعشرين لمجزرة سربرنيتشا التي راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم على يد قوات صرب البوسنة. وكانت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة قد صنفت هذه الواقعة على أنها مجزرة واعتبرت أنها ترقى لمستوى الإبادة على الرغم من الرفض الصربي.

نساء مسلمات بوسنيات ناجيات من مجزرة سربرنيتشا عام 1995، يقفن أمام شاحنة تحمل توابيت الضحايا في سارييفو في البوسنة والهرسك 09/07/2017.
نساء مسلمات بوسنيات ناجيات من مجزرة سربرنيتشا عام 1995، يقفن أمام شاحنة تحمل توابيت الضحايا في سارييفو في البوسنة والهرسك 09/07/2017. © أ ف ب/أرشيف
إعلان

يتجمع مسلمو البوسنة السبت لإحياء ذكرى الإبادة التي شهدتها مدينة سربرنيتشا قبل 25 عاما، ولكن بسبب جائحة كورونا، من المتوقع أن يشارك في هذه المناسبة التي يحضرها عادة عشرات الآلاف من الأشخاص عدد أقل هذا العام.

وتعتبر هذه الإبادة هي أسوأ مجزرة وقعت على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

"إنه أمر صعب أن تسمع شخصا ينادي والده وأنت ليس لديك أب"

وقالت سهاد حسانوفيتش (27 عاما) التي لم تمنعها إجراءات الحجر من القدوم إلى المركز، باكية "لدي ابنة في السنة الثانية من العمر، وهو سني عندما وقعت المجزرة. إنه أمر صعب أن تسمع شخصا ينادي والده وأنت ليس لديك أب".

وأوضحت أن والدها سيمسو "ذهب إلى الغابة ولم يعد. لم يعثر سوى على بضع عظام له". ومثل شقيقه شفيق ووالده سيفكو، قتل سيمسو عندما دخلت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش إلى جيب سربرنيتشا وقتلت فيه الرجال والفتية.

أما إيفيتا حسانوفيتش (48 عاما) فقالت "أزواج أخواتي الأربع قتلوا. شقيقي قتل وابنه أيضا. حماتي فقدت ابنا آخر وكذلك زوجها".

"منطقة آمنة"

وسيدفن زوجها مع ثمانية أشخاص آخرين تم التعرف على رفاتهم منذ يوليو/تموز 2019 بعيد ظهر السبت في مقبرة مركز نصب الإبادة في قرية بوتوتشاري القريبة من سربرنيتشا وكانت تضم خلال الحرب في البوسنة (1992-1995) قاعدة قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة.

وكانت قوات صرب البوسنة قد سيطرت على سربرنيتشا التي أعلنتها الأمم المتحدة "منطقة آمنة" في 11 يوليو/تموز 1995 قبل خمسة أشهر من انتهاء الحرب، وقامت خلال أيام بقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى من مسلمي البوسنة.

وحكم القضاء الدولي على القائدين السياسي والعسكري لصرب البوسنة حينذاك رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة، خصوصا لمجرزة سربرنيتشا وحصار ساريفو.

وحتى اليوم عثر على رفات نحو 6900 من ضحايا المجزرة في أكثر من ثمانين حفرة جماعية وتم التعرف على هوياتهم. ويرقد معظمهم في مركز النصب.

مئة ألف شخص

ومجزرة سربرنيتشا هي الفصل الوحيد في النزاع البوسني الذي قتل فيه مئة ألف شخص، الذي اعتبره القضاء الدولي إبادة. لكن القادة السياسيين لصرب البوسنة يقللون من خطورته.

ويرفض العضو الصربي في الرئاسة الجماعية للبوسنة ميلوراد دوديك صفة "الإبادة" ويتحدث عن "أسطورة".

وقال العضو البوسني المسلم في الرئاسة البوسنية شفيق جافيروفيتش الجمعة "نصرّ بلا تهاون على الحقيقة، على العدالة وعلى ضرورة محاكمة كل الذين ارتكبوا هذه الجريمة".

وأضاف جافيروفيتش خلال حضوره صلاة جماعية في مركز النصب التذكاري "سنكافح كل الذين ينكرون الإبادة ويمجدون مرتكبيها".

أما رئيس بلدية سربرنيتشا الصربي ملادن غريسيتش فقد أكد أن "هناك كل يوم أدلة جديدة تنفي العرض الحالي لما حدث" في المدينة.

ونظرا لصعوبة استقبال حشود كبيرة في النصب في يوم واحد، دعا المنظمون الناس إلى زيارة المركز طوال يوليو/تموز.

وتنظم أيضا معارض عدة وخصوصا واحد لأعمال الرسام البوسني سافيت زيك التي كرسها للمجزرة.

وهناك معرض آخر عنوانه "لماذا لست هنا؟" للفنانة الأمريكية البوسنية الأصل عايدة سيهوفيتش ويضم ثمانية آلاف فنجان قهوة وهو عدد ضحايا المجزرة، وضعت على المرج الأخضر أمام المركز.

وقالت الفنانة "حتى الآن لم نجب على السؤال: لماذا ليسوا هنا؟". وأضافت "كيف حدث ذلك في قلب أوروبا، في منطقة تحميها الأمم المتحدة، أن يقتل ناس بهذه الطريقة الرهيبة؟ هذا إذا لم نتحدث عن الإبادة التي ما زال يتم إنكارها".

 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24