قمة بروكسل: مفاوضات صعبة بين الزعماء الأوروبيين بشأن خطة الإنعاش الاقتصادي بعد أزمة فيروس كورونا

يسعى قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل، خلال مفاوضات تستمر يومين، للتوصل إلى تفاهم على خطة إنعاش اقتصادي لمرحلة ما بعد أزمة فيروس كورونا المستجد. ويسعى القادة الأوروبيون للاتفاق على تفاصيل خطة تقترح لها ميركل مبلغ 750 مليار يورو لمساعدة الدول الأكثر تضررا بالجائحة.

القادة الأوروبيون في بروكسل في أول اجتماع لهم وجها لوجه منذ خمسة أشهر بسبب وباء فيروس كورونا، مزودين بكمامات
القادة الأوروبيون في بروكسل في أول اجتماع لهم وجها لوجه منذ خمسة أشهر بسبب وباء فيروس كورونا، مزودين بكمامات © أ ف ب
إعلان

استعرض قادة دول الاتحاد الأوروبي السبت، في اليوم الثاني من قمتهم في بروكسل، اقتراحا جديدا قدمه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال لمحاولة التوصل إلى تسوية حول خطة إنعاش الاقتصاد بعد أزمة كوفيد-19، تعرقلها الدول التي توصف بـ"المقتصدة" وعلى رأسها هولندا.

وعرض هذا الاقتراح خلال اجتماع بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء الحكومات الهولندي مارك روتي والإسباني بيدرو سانشيز والإيطالي جوزيبي كونتي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وهدف الاقتراح تليين موقف الدول الأربع المتشددة، وهي هولندا والنمسا والسويد والدنمارك، عبر تقيدم تنازلات لها خصوصا بشأن توزيع المساعدات والقروض وكذلك الشروط المرفقة بدفع هذه الأموال.

وينص المشروع الجديد على خطة قيمتها 750 مليار يورو تتألف من 350 مليارا من القروض و400 مليار من المساعدات التي لا يترتب على الدول المستفيدة إعادتها، مقابل 250 من القروض و500 مليار من المساعدات قبلا. فيما تفضل الدول "المقتصدة" تقديم القروض بدلا من المساعدات.

كما ينص على آلية تسمح لأي بلد لديه تحفظات على خطة إصلاح أي بلد آخر مقابل هذه المساعدات، أن يفتح "خلال ثلاثة أيام" نقاشا بمشاركة الدول الـ27 إما في المجلس الأوروبي أو في مجلس وزراء المالية (إيكوفين).

 وتشكل قيمة الخطة وتوزيعها بين مساعدات وقروض وشروط الاستفادة من هذه الأموال، نقاط الخلاف الأساسية.

أموال مقابل إصلاحات

كان اليوم الأول من القمة الجمعة قد انتهى بعد عشاء ساده بعض التوتر بسبب موقف هولندا الذي يوصف بالمتشدد جدا حول مراقبة الأموال التي يمكن توزيعها، وبشكل أوسع بسبب تحفظات الدول "المقتصدة" الأخرى حول خطة الإنعاش.

وذكرت مصادر متطابقة أن ميركل وماكرون وشارل ميشال أجروا محادثات بعد العشاء للتنسيق قبل اجتماع السبت.

ويعقد القادة الأوروبيون في بروكسل أول اجتماع لهم وجها لوجه منذ خمسة أشهر بسبب الوباء، مزودين بكمامات.

وتعبّر الدول "المقتصدة" عن تحفظات كبيرة على الخطة التي يفترض أن تستفيد منها أولا إيطاليا وإسبانيا أكثر دولتين في الاتحاد تضررتا من انتشار فيروس كورونا المستجد وتعتبران من البلدان الأكثر تساهلا في مجال الميزانية.

وينص الاقتراح على أن تقدم هذه الأموال مقابل إصلاحات تقوم بها الدول المستفيدة.

ويطالب رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي بأن يتم إقرار خطط إصلاحات كل دولة على حدة بإجماع البلدان الـ27 الأعضاء وليس بالأغلبية الموصوفة. وباختصار يريد روتي الحصول على حق فعلي في التعطيل في مطلب تقدم به بمفرده، حسب مصادر عدة.

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24