أردوغان: محاولات الاستيلاء على ثروات البحر المتوسط "مثال على الاستعمار الجديد"

شدد الرئيس رجب طيب أردوغان الثلاثاء على قوة الجيش التركي بعد تمديد مهمة للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط وضعت بلاده في مواجهة مع اليونان وبقية دول الاتحاد الأوروبي. واعتبر أردوغان "أن محاولات الاستيلاء على ثروات البحر المتوسط، التي تخص جميع البلدان المطلة عليه، هي مثال على الاستعمار الجديد".

رئيس تركيا وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان (وسط) يتحدث أثناء حضوره اجتماع مجموعة حزبه في الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا في أنقرة، تركيا، 11 مارس 2020
رئيس تركيا وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان (وسط) يتحدث أثناء حضوره اجتماع مجموعة حزبه في الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا في أنقرة، تركيا، 11 مارس 2020 © أ ف ب
إعلان

خلال كلمة ألقاها الثلاثاء في أنقرة، تطرق الرئيس رجب طيب أردوغان إلى قوة الجيش التركي مشيرا إلى تمديد مهمة للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط التي وضعت بلاده في مواجهة مع اليونان وبقية دول الاتحاد الأوروبي.

وكانت تركيا قد أعلنت سابقا تمديد عمليات التنقيب عن الغاز في منطقة غنية بالمحروقات في شرق البحر المتوسط والتي نددت بها اليونان، متجاهلة الدعوات الدولية لتخفيف التوتر مع أثينا.

أردوغان يهاجم الاتحاد الأوروبي

وهاجم أردوغان الدول التي يتهمها بأنها تريد حرمان تركيا من حقها بالحصول على حصتها من موارد الغاز، دون أن يسميها. وأكد أنّ تركيا لن يروعها تحالف اليونان مع قوة عسكرية أوروبية مثل فرنسا.

وأعتبر أردوغان، خلال كلمة ألقاها في أنقرة، "أن محاولات الاستيلاء على ثروات البحر المتوسط، التي تخص جميع البلدان المطلة عليه، هي مثال على الاستعمار الجديد". 

وفي إشارة إلى تهديد باستمرار الأزمة، أعلن أردوغان أن عروج ريس "تواصل بتصميم أنشطتها".

وأكد "بإذن الله، نأمل الحصول على أخبار سارة خلال وقت قصير من البحر المتوسط، كما حصلنا من البحر الأسود"، في إشارة إلى اكتشاف تركيا الأخير لحقل غاز طبيعي ضخم يقدر بنحو 320 مليار متر مكعب في البحر الأسود.

أثينا ترى أن تركيا تنتهك سيادتها والاتحاد الأوروبي يراقب

وتتهم اليونان تركيا بانتهاك سيادتها، فيما تقول أنقرة إن حليفتها في حلف الأطلسي تتبع نهجا "متشددا" لا يترك فرصة للمباحثات.

يأتي تمديد المهمة وسط تصاعد التوتر، الذي اتسم باستعراض القوة. وأجرت تركيا واليونان الأسبوع الماضي مناورات بحرية متنافسة.

ويراقب الاتحاد الأوروبي النزاع بقلق متزايد، مع قيادة ألمانيا جهود لحمل الأطراف على تخفيف حدة لهجتهم وتسوية خلافاتهم من خلال المحادثات.

وكانت أنقرة أرسلت سفينة عروج ريس ترافقها سفن حربية إلى جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في 10 آب/أغسطس، ما أثار غضب أثينا وصعد التوتر القائم بالفعل بين البلدين. 

وردت اليونان بإطلاق مناورات بحرية بمشاركة عدة أعضاء في الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات ليس ببعيد عن مناورات أجرتها تركيا بين جزيرتي قبرص وكريت الأسبوع الفائت.

وأعلنت البحرية التركية في إشعار بحري (نافتكس) مساء الإثنين تمديد مهمة سفينة المسح الزلزالي عروج ريس، إلى جانب سفينتي الدعم اللوجستي عثمان وجنكيز خان، حتى 12 أيلول/سبتمبر.

"اليونان ستخسر" 

تتنازع تركيا واليونان، العضوان في الحلف الأطلسي ويجمعهما تاريخ من العلاقات المتوترة، حول تقاسم احتياطيات ضخمة من الغاز المكتشفة في السنوات الأخيرة في شرق البحر المتوسط.

لكن التوتر ينسحب أيضا على التراث البيزنطي في إسطنبول وفي القلب منه تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد وجزيرة قبرص المقسمة.

وأوضحت صور نشرت الأسبوع الماضي جنودا يونانيين يصلون إلى جزيرة كاستيلوريزو، المعروفة باسم ميس في تركيا، ما فتح بابا جديدا للمواجهة بين الطرفين.

وتقع الجزيرة اليونانية على بعد كيلومترين عن بلدة كاش التركية الواقعة في محافظة أنطاليا في الجهة المقابلة.

وتجري سفينة عروج ريس تنقيبها قرب هذه الجزيرة، فيما تعتزم البحرية إجراء سلسلة من التدريبات بالرصاص الحي في شرقها خلال الشهر الجاري.

أثينا تؤكد على حقها في استغلال الموارد الطبيعية المحيطة بجزرها

واستنكرت تركيا الإثنين محاولة "تسليح" هذه الجزيرة المنزوعة السلاح حسب معاهدة سلام موقعة في العام 1947، بعد نشر صور لوصول جنود يونانيّين إلى جزيرة كاستيلوريزو الأسبوع الماضي. 

وتؤكد أثينا أن لها الحق في استغلال الموارد الطبيعية حول جزرها الواقعة بالقرب من الساحل التركي. لكن أنقرة ترفض ذلك، معتبرة أن ذلك سيحرمها من عشرات آلاف الكيلومترات المربعة من البحر.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء "اليونان تطالب بجرف قاري تبلغ مساحته 40 ألف كيلومتر مربع لهذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة (...) إنها تحاول حبس تركيا في منطقة ضيقة. هذا بالطبع غير مقبول بالنسبة لنا".

واعتبر أردوغان الثلاثاء "أن محاولة إحاطة تركيا داخل سواحلها بجزيرة مساحتها 10 كيلومترات مربعة يعد ظلمًا".

وقال تشاوش أوغلو "يمكننا نشر الشرطة والدرك لأسباب تتعلق بالأمن الداخلي (...) ولكن هناك حد. إذا تجاوزت عسكرة (كاستيلوريزو) هذا الحد، ستكون اليونان هي الخاسرة".

لكنّ مسؤولا يونانيا قال إن الجنود متواجدين بالفعل على الجزيرة منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أنّ الصور من "تغيير قوات روتيني".

وإزاء القلق من تزايد التوتر، هدد الاتحاد الأوروبي الجمعة بفرض مزيد من العقوبات على تركيا ما لم يحصل تقدم في الحوار بين أنقرة وأثينا. 

فرانس24/ أ ف ب 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24