إيران: المحامية المسجونة نسرين سوتوده تواصل إضرابا عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع

لا تزال المحامية الإيرانية المسجونة نسرين سوتوده تضرب عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع، احتجاجا على معاناة السجناء السياسيين وفي محاولة لإيصال محنتهم، خصوصا فيما تعاني إيران من جائحة فيروس كورونا. ويثير الوضع الصحي  للمحامية الحائزة عدة جوائز دولية والتي تقضي حكما بالسجن 12 عاما، قلقا كبيرا على الصعيد الدولي.

نشطاء يتظاهرون أمام سفارة إيران في باريس. يونيو/حزيران 2019.
نشطاء يتظاهرون أمام سفارة إيران في باريس. يونيو/حزيران 2019. © أ ف ب/ أرشيف
إعلان

تواصل محامية إيرانية مسجونة وحائزة جوائز عدة إضرابا عن الطعام بدأته قبل ثلاثة أسابيع، للفت الانتباه إلى محنة السجناء السياسيين في بلدها خلال جائحة فيروس كورونا، فيما تثير حالتها الصحية قلقا متزايدا على الصعيد الدولي.

وتمضي نسرين سوتوده الحائزة في 2012 على جائزة ساخاروف التي يمنحها البرلمان الأوروبي، حكما بالسجن لمدة 12 عاما في سجن إيوين في طهران. وصدر الحكم العام الماضي بعدما دافعت عن نساء اعتقلن بسبب احتجاجهن على قوانين فرض الحجاب.

وفي السياق، قال زوجها رضا خندان على مواقع التواصل الاجتماعي إنها بدأت الإضراب عن الطعام في 11 أغسطس/آب. ونشر بيانا من سوتوده يؤكد أن أوضاع السجناء السياسيين المحتجزين بتهم "لا تصدق" لا يمكن تحملها وليس هناك اي أمل قانوني في الإفراج عنهم، بينما ينتشر وباء كوفيد-19 في إيران.

"للإفراج عن السجناء السياسيين"

وقالت سوتوده (57 عاما) إن إضرابها هو لتأمين إطلاق سراح السجناء السياسيين الذين لم يستفيدوا من الإعفاءات التي سمحت بالإفراج عن عشرات الآلاف من المدانين الآخرين خلال الوباء، بعدما تجاهل القضاء مناشداتها المكتوبة.

ورأى هادي قائمي المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في العراق وإيران ومقره نيويورك أن سوتوده "لم تجد أي وسيلة سوى الإضراب عن الطعام وتعريض حياتها للخطر للدعوة إلى إطلاق سراح الأشخاص الذين يجب ألا يكونوا في السجن في المقام الأول".

وقال قائمي "مع تفشي كوفيد-19 في السجون، تلفت (سوتوده) الانتباه إلى محنة مئات السجناء السياسيين مثلها (...) والحكومة والقضاء يتجاهلان وضعهم تماما". مضيفا أن إيران تمر بفترة "قمع غير مسبوق" مع اعتقال مئات في الأشهر الماضية بتهم سياسية.

للمزيد: من هي نسرين سوتوده المحامية الإيرانية المحكومة بالسجن والجلد؟

مظاهرات نوفمبر 2019

وهزت آثار العقوبات البلاد، إلى جانب احتجاجات جرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 على ارتفاع أسعار الوقود الذي أعقبه ما وصفه ناشطون بأنه واحدة من أكبر حملات القمع منذ إطاحة الشاه في 1979.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير هذا الأسبوع إنها سجلت شهادات من 500 شخص، اعتقلوا بعد الاحتجاجات وخضعوا لإجراءات قانونية غير عادلة. وأشارت إلى أن التعذيب يشكل "وباء" في السجون، بما في ذلك الإيهام بالغرق والاعتداء الجنسي.

هذا، وذكر مركز عبد الرحمن بوروماند لحقوق الإنسان في إيران ومقره واشنطن في تقرير آخر، أن حجم وباء كوفيد-19 أكبر بكثير في السجون الإيرانية مما تعترف به السلطات، متهما السجون بالفشل في مراعاة تدابير النظافة الأساسية.

من جانبها، أوضحت المديرة التنفيذية للسجناء رؤيا بوروماند "يتناقش السجناء مع زملائهم في السجن والحراس ويتحدثون إلى مسؤولي السجن. ثم لا يجدي أي شيء ويكتبون إلى القضاء ويكتبون للمسؤولين ولا شيء يجدي مرة أخرى، لذا يتعين عليهم الإضراب عن الطعام".

وقالت بوروماند "هذه هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لهم".

مخاوف على سلامة سوتوده

ويتزايد القلق على صحة سوتوده مع اقتراب مدة إضرابها عن الطعام من الشهر. وقال زوجها إنها ضعيفة ورفضت الحقن التي تقدمها إدارة السجن.

وصرحت كارين دويتش كارليكار، مديرة برامج "فري إكسبريشن آت ريسك" في منظمة "بين أمريكا" التي منحت سوتوده جائزة حرية الكتابة في 2011  "نشعر بالحزن لرؤية صحة نسرين تتدهور يوما بعد يوم أثناء سجنها بتهم غير عادلة". وقالت "إنها تواجه الآن أسوأ العواقب على نشاطها وتعبيرها".

ومنحت جمعية القضاة الألمان الثلاثاء جائزتها لحقوق الإنسان لسوتوده معتبرة أنها "رمز حركة الحقوق المدنية الإيرانية". وقالت إنها تريد رفع مستوى الوعي العام بمصيرها.

وتفاقمت المخاوف على وضع سوتوده الشهر الماضي عندما توفيت إبرو تيمتيك، المحامية التي كانت مسجونة بتهم إرهاب نفتها بشدة في تركيا، بعد إضرابها عن الطعام 238 يوما.

"عائلة سوتوده مستهدفة"

ويقول ناشطون إن السلطات الإيرانية تستهدف عائلة سوتوده مباشرة بسلسلة من الإجراءات تهدف إلى جعلها تستسلم، بما في ذلك تجميد الحسابات المصرفية لعائلتها خلال الصيف.

وفي أغسطس/آب اعتقلت ابنتها مهرافي خندان البالغة من العمر 20 عاما بتهمة الاعتداء على أحد حراس السجن أثناء زيارة والدتها، وأطلق سراحها بكفالة لكنها ما زالت تواجه احتمال محاكمتها.

وفي هذا الصدد، ذكر قائمي "إنهم (السلطات) يحاولون وضع سابقة وإرسال رسالة للآخرين بأنهم لا يخشون تجاوز الأفراد وسيعاقبونهم جماعيا".

 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24