اليهود المتشددون في إسرائيل يتكيفون مع الإجراءات الوقائية لاحتواء الجائحة

بني براك (اسرائيل) (أ ف ب) –

إعلان

إنه أمر واضح! نحن مستهدفون" يقول يوناثان وهو يضع كمامة زرقاء على أحد أرصفة مدينة بني براك ذات الغالبية من اليهود المتشددين، وحيث فرضت السلطات الاسرائيلية للتو إغلاقا جزئيا في محاولة لوقف موجة جديدة من انتشار فيروس كورونا المستجد.

السابعة صباح الإثنين، كان يهود متشددون يرتدون الزي التقليدي الخاص بهم، عباءة سوداء شبيهة بالمعطف تتدلى منها خيوط بيضاء، يسيرون في شوارع بني باراك، يضعون كمامات باللونين الأزرق والأبيض.

بدت المدينة في آذار/مارس الماضي "متمردة" على الإجراءات الحكومية لمكافحة تفشي الوباء، ما أجبر السلطات حينها على نشر تعزيزات عسكرية لمساندة الشرطة في فرض الإجراءات الوقائية.

والأحد، أعادت إسرائيل فرض إغلاق ليلي على نحو أربعين مدينة، بينها المدن ذات الأغلبية العربية ومدينة بني براك ذات الأغلبية من اليهود المتشددين.

يقول أفرهام وهو أحد الناجين من المحرقة النازية (هولوكوست) ومعلم مدرسة ثانوية متقاعد، "يجب أن يشمل ذلك الدولة بأكملها، ليس نحن فقط".

كان في طريقه إلى كنيس الحي الصغير حيث يتلقى دروسا في التلمود.

في الداخل، تم الفصل بين الرجال الموجودين وهم من كبار السن باستخدام أغطية بلاستيك شفافة، وهو إجراء جديد فرضته إجراءات احتواء فيروس كورونا.

ويفسر أفرهام كيف أن الشبان من المتدينين باتوا يرتادون المدارس الدينية خارج بني براك.

وبحسب الرجل الثمانيني، تم تقديم إحدى حفلات الزفاف إلى الأحد بعد انتشار الشائعات عن إغلاق كامل جديد.

يقول "بقينا نحن الأكبر سنا هناك حتى الساعة التاسعة مساء ثم بعد ذلك وصل الشبان".

ويضيف "قمنا بتعديل الساعات لتجنب انتشار الفيروس وإصابة كبار السن ومن هم أكثر ضعفا. التزمت زوجتي طوال المساء وضع الكمامة وفضلت أن لا تأكل حتى لا تضطر إلى خلعها".

وأحصت إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها نحو تسعة ملايين، حتى الأربعاء نحو 132 ألف إصابة بالفيروس، و 1022 وفاة.

- كنيس خارجي -

في موقع آخر في المدينة، كان خانوخ فيكسلر يصلي في الطابق الأول من أحد المباني وينظر من نافذته إلى الفناء الخارجي للمبنى، حيث عشرون من أبنائه وأحفاده وأقاربه يصلون.

وفضل هؤلاء الصلاة في الهواء الطلق حماية لصحة خانوخ الضعيفة.

كان الهواء المنبعث من المراوح يقلب صفحات كتب الصلاة، بينما صوت الأبواق (الشوفار) -قرن كبش يستخدم قبل وخلال الأعياد اليهودية- يصدح من الكنس اليهودية القريبة.

وعلى زاوية إحدى الطاولات، وضعت صفحة من التوراة عند زجاجة بلاستيك تحوي سائلا كحوليا.

ويفسر يعقوب الذي أمضى خمسين دقيقة يصلي واضعا كمامة واقية أن ذلك "للتكيف مع الفيروس".

يحتفظ يعقوب (72 عاما) الذي يستعين بجهاز تنفس لمعاناته مشاكل في الرئتين، بمشاهدة صعبة عن الأيام الأولى من الإغلاق.

وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤخرا، ضغوطا من أعضاء الأحزاب اليهودية المتشددة المتحالفين معه، بهدف تخفيف قيود الإغلاق الجديد.

واورد يعقوب أن "نتانياهو قرر حظر التجول ليلا وليس الإغلاق الكامل بسبب مقاومتنا".

أما يوناثان فيشير إلى التزام اليهود المتشددين في مدينته بالإجراءات التي تفرضها الحكومة للحد من انتشار الوباء رغم أن "معلومات كثيرة لا تصلنا".

ويضيف "نضع الكمامة ونفعل كل ما يتطلبه الأمر".

واعتبر يوناثان أن الجائحة "جاءت من الله"، وقرار "الإغلاق" أيضا من الله.