انطلاق محادثات سلام "تاريخية" بين الحكومة الأفغانية وطالبان السبت في العاصمة القطرية
تنطلق السبت في العاصمة القطرية الدوحة محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وسط آمال ضئيلة بالتوصل لاتفاق ينهي نحو عقدين من الحرب بين الجانبين. وتدعم الولايات المتحدة، التي أطاحت بطالبان من حكم أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، هذه المحادثات التي اعتبرها وزير الخارجية الأمريكي "فرصة تاريخية لأفغانستان لإنهاء أربعة عقود من الحرب وسفك الدماء".
نشرت في:
تبدأ السبت محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بهدف إنهاء ما يقرب من عقدين من الحرب، على الرغم من ضآلة الآمال بشأن عقد اتفاق سلام قريبا.
وسيلتقي الجانبان في العاصمة القطرية الدوحة بتأخر ستة أشهر من الموعد الذي كان مقررا بسبب الخلافات حول مسألة تبادل سجناء تثير جدلا.
وغادر مفاوضو الحكومة الأفغانية الجمعة كابول متوجيهن إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات. وكتب نادر نادري أحد المفاوضين الـ21 الذين يدافعون عن موقف كابول "بعد جهود متواصلة لحكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية لفتح مفاوضات مباشرة مع طالبان، غادر فريق مفاوضيها كابول إلى الدوحة".
وتمثل هذه المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة خطوة مهمة في النزاع الأفغاني المستمر منذ 19 عاما، لكن التوصل إلى اتفاق سلام أو حتى وقف لإطلاق النار، بعيد المنال بسبب التباين الشديد بين أهداف المفاوضين.
وقال بومبيو في بيان إنّ "انطلاق هذه المباحثات يشكّل فرصة تاريخية لأفغانستان لإنهاء أربعة عقود من الحرب وسفك الدماء"، مؤكّدا "يجب عدم إهدار هذه الفرصة".
وصرّح بومبيو للصحافيين أثناء سفره إلى قطر بأنه يجب على الجانبين توضيح "طريقة دفع بلادهم إلى الأمام للحد من العنف وتقديم ما يطالب به الشعب الأفغاني، أفغانستان متصالحة مع حكومة تعكس دولة ليست في حالة حرب".
وضغط الرئيس دونالد ترامب المرشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني باتجاه سحب القوات الأمريكية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما عندما غزت واشنطن أفغانستان وأطاحت بحركة طالبان عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وقالت فاندا فيلباب-براون الخبيرة في شؤون أفغانستان في معهد "بروكينغز"، إن المفاوضات "ستكون طويلة وشاقة وقد تستمر لسنوات، مع العديد من التوقفات أحيانا لأشهر عدة واستمرار القتال".
وسيستند أي اتفاق إلى استعداد الجانبين لتكييف رؤيتيهما للبلاد وطريقة تشارك السلطة.
وستسعى حركة طالبان التي ترفض الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني، إلى تحويل أفغانستان إلى "إمارة" إسلامية.
أما إدارة غني فستسعى للحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرست العديد من الحقوق بما في ذلك مزيد من الحريات للمرأة.
وحتى الآن، اكتفت حركة طالبان بتقديم تعهدات ملتبسة لحماية حقوق المرأة من خلال "القيم الإسلامية". ويخشى العديد من الأفغان من أن أي عودة جزئية أو كاملة لطالبان إلى السلطة تنذر باستئناف السياسات السابقة مثل إعدام النساء المتهمات بالزنا.
وقال أمين الله (35 عاما) وهو مدرّس في مقاطعة قندوز "بقدر ما نريد السلام، نريد أيضا الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في السنوات الماضية".
وأضاف "لا أريد أن تغلق المدرسة التي أعمل فيها، لكن السلام هو الأولوية الآن".
ادعاء "النصر"
وستكون حركة طالبان التي حكمت الجزء الأكبر من أفغانستان بين العامَين 1996 و2001، في موقف تفاوضي أقوى من أي وقت مضى منذ إخراجها من الحكم.
فقد أعلنت "الانتصار" في فبراير/شباط بعد توقيع اتفاق مع واشنطن وضع جدولا زمنيا للمحادثات التي كان من المفترض أن تبدأ في مارس/آذار إضافة إلى انسحاب القوات الأجنبية بحلول مطلع العام المقبل.
في المقابل، عرضت حركة طالبان ضمانات أمنية قال منتقدوها إنها ملتبسة ويمكن الرجوع عنها بسهولة.
وبعيد توقيع الاتفاق، شن مقاتلو طالبان هجمات جديدة على القوات الأفغانية وحافظوا على وتيرة مكثفة في ساحة القتال.
ولا تشترط الصفقة على حركة طالبان التخلي رسميا عن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن سابقا والذي تمتع بملاذ آمن في أفغانستان أثناء التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
لكن، يطلب الاتفاق من حركة طالبان "عدم السماح" لمثل هذه الجماعات باستخدام أفغانستان كقاعدة لها.
وقال أندرو واتكينز المحلل الأفغاني في "مجموعة الأزمات الدولية"، "مواقف طالبان... مؤشر إلى أن الحركة ترى أن وضعها الحالي يجعلها في موقع قوة كبيرة".
وفي حين ظهرت حركة طالبان عموما كجبهة موحدة، عانت الحكومة الأفغانية من خلافات شخصية وخصومات مستمرة منذ فترة طويلة.
وقف إطلاق النار
ومن المتوقع أن تكون نقطة الخلاف المباشرة هي قضية وقف إراقة الدماء في الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات آلاف المدنيين وشردت ملايين آخرين.
وشدد الاتفاق الأمريكي على أن طالبان ستدرج هدنة دائمة فقط "كبند على جدول الأعمال" في المفاوضات، لكن كابول تصر على الضغط من أجل وقف إطلاق النار منذ اليوم الأول، وهو أمر قالت حركة طالبان إنه غير مقبول على الإطلاق.
وأوضح واتكينز أن طالبان "لا تثق بالولايات المتحدة أو الحكومة الأفغانية بما يكفي لوقف القتال، إلى حين التوصل في محادثات السلام إلى مرحلة يعتبر فيها عناصرها أن جماعتهم ضمنت مصالحهم فعلا".
ومع ذلك، قالت فيلباب-براون إن حركة طالبان تفضل عقد اتفاق سلام على الاضطرار للقتال من أجل السيطرة على بقية أفغانستان، خصوصا كابول.
وحتى لو توصلت طالبان والحكومة الأفغانية إلى اتفاق في نهاية المطاف، فإن المرحلة المقبلة تبقى مبهمة.
وأكّدت الولايات المتحدة أن مستقبل أفغانستان أصبح الآن في أيدي الأفغان واعتبرت أنه إذا انهارت عملية السلام ووقعت حرب أهلية فهذه مسؤوليتهم.
وقالت كريستين فير الخبيرة في شؤون جنوب آسيا من جامعة جورجتاون "لنكن واضحين: هذا ليس تفاوضا بشأن السلام. هذا يتعلق بخروج الولايات المتحدة" من البلاد.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك