إيران ترى البحرين "شريكة في جرائم" إسرائيل بعد اتفاق التطبيع

طهران (أ ف ب) –

إعلان

دانت وزارة الخارجية الإيرانية السبت اتفاق التطبيع الذي أعلنت عنه البحرين وإسرائيل برعاية أميركية الجمعة، معتبرة انه يجعل من حكام المملكة الخليجية "شركاء في جرائم النظام الصهيوني".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أعلن الجمعة الاتفاق بين البحرين وإسرائيل متحدثا عن توصلهما إلى "اتّفاق سلام" وعن "خرق تاريخي جديد".

وأوضح "سيتبادل البلدان السفارات والسفراء وسيباشران رحلات جوية مباشرة وسيطلقان مبادرات تعاون في مجالات واسعة بينها الصحة والتجارة والتكنولوجيا والتربية والأمن والزراعة".

وقالت البحرين في بيان مشترك مع إسرائيل والولايات المتحدة إنها وافقت على توقيع الاتفاق مع إسرائيل في مراسم تقام الثلاثاء في البيت الأبيض بالتزامن مع توقيع الإمارات العربية المتحدة اتفاقا لتطبيع علاقاتها بالدولة العبرية أيضا.

واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن "حكام البحرين سيصبحون من الآن وصاعدا شركاء في جرائم النظام الصهيوني باعتباره تهديدا دائما لأمن المنطقة وكل العالم الإسلامي"

وأضافت بأنه "عمل مخزٍ من قبل البحرين يضحي بالقضية الفلسطينية وعقود من النضال والمعاناة للشعب الفلسطيني، على مذبح الانتخابات الرئاسية الأميركية" المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.

ورأت أن "الشعب الفلسطيني المظلوم والمسلمين الأحرار في العالم سيرفضون التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، وبالتالي فان هذا الاجراء المخزي سيبقى في ذاكرة الشعب الفلسطيني المظلوم وشعوب العالم الحرة الى الأبد".

وشجبت تركيا الاتفاق أيضا معتبرة أنه يقوض القضية الفلسطينية. ورأت وزارة الخارجية التركية في بيان صدر مساء الجمعة "يشكل ذلك ضربة جديدة لجهود الدفاع عن القضية الفلسطينية ويعزز ممارسات إسرائيل غير القانونية اتجاه فلسطين ومحاولاتها لجعل احتلال الأراضي الفلسطينية مستداما".

وتقيم البحرين علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وتستضيف على أراضيها الأسطول الخامس الأميركي.

- مزيد من الدول -

قال البيان الثلاثي إنّ الرئيس الأميركي أجرى اتّصالاً بالعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي "اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".

واعتبر الرئيس الأميركي أن الاتفاق "مهم للغاية ليست للشرق الأوسط فقط بل للعالم بأسره". وأضاف "عندما توليت الرئاسة كان الشرق الأوسط في فوضى عارمة".

واعتبر مستشار العاهل البحريني للشؤون الدبلوماسية ووزير الخارجية السابق الشيخ خالد آل خليفة أن اتفاق تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل "يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها".

وفي القدس قال نتانياهو في بيان نشر بالعبرية "مواطنو إسرائيل، يسرّني أن أبلغكم بأنّه في هذا المساء، توصلنا إلى اتفاق سلام آخر مع دولة عربيّة أخرى، البحرين. هذا الاتّفاق يُضاف إلى السلام التاريخي مع دولة الإمارات العربية المتحدة".

ويُعتبر هذا التطوّر نجاحاً دبلوماسيا لترامب على مشارف انتخابات رئاسيّة يتطلّع من خلالها للفوز بولاية ثانية، في مواجهة منافسه الديموقراطي جو بايدن.

ويعدّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بمن فيهم دول الخليج، هدفاً رئيساً ضمن الاستراتيجيّة الإقليميّة لترامب من أجل احتواء طهران، العدوّ اللدود لواشنطن والدولة العبرية.

ويجعل هذا الاتفاق من البحرين رابع دولة، بعد الإمارات والأردن في 1994 ومصر في 1979، تُقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.

وأتى الاتفاق البحريني بعد شهر على اتّفاق مماثل بين الإمارات والدولة العبرية، لقي أيضا إدانة شديدة اللهجة من الجمهورية الإسلامية.

وهنأت الإمارات العربية المتحدة البحرين وإسرائيل لتوصلهما إلى الاتفاق.

وقال ترامب إن دولا عربية أخرى قد تنفتح على إسرائيل في المستقبل موضحا "كلني أمل أن دولا أخرى ستسلك الطريق نفسه"

- ردود فعل -

اشادت مصر بالاتفاق "التاريخي" الذي وصفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه خطوة مهمّة من أجل الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط "ستتيح إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية".

وأكّد الأردن أنّ "زوال الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق حلّ الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، معتبراً أنّ أثر اتّفاق البحرين وإسرائيل يعتمد على ما ستقوم به الأخيرة.

ويُجمع خبراء على أنّ هذا التقارب بين إسرائيل ودول الخليج الذي بدأ منذ فترة ليست بقصيرة، سببهُ الأساسي العداء المشترك لإيران.

وتتشارك إسرائيل والبحرين ودول إقليمية أخرى مواقف متقاربة تجاه إيران. وتتّهم المنامة طهران باستخدام شيعة البحرين ضدّ النظام الملكي القائم.

وسارعت السلطة الفلسطينية وحركة حماس إلى إدانة الاتفاق الجمعة.

وقال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني لوكالة فرانس برس إنّ الاتّفاق "يشكّل طعنة جديدة في خاصرة القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر الشعب".

وندّدت حماس بما وصفته "عدواناً" و"إضراراً بالغاً" بالقضية الفلسطينية.