الفلسطينيون ينددون بـ"طعنة في ظهر الشعب" جراء التطبيع البحريني الإسرائيلي

قوبل الإعلان عن التطبيع بين البحرين وإسرائيل، الذي أعلن عنه الجمعة، بتنديد شديد من قبل الفلسطينيين، معتبرين إياه "ّطعنة جديدة في خاصرة القضية الفلسطينية، وطعنة في ظهر الشعب"، كما رأت فيه طهران "عملا مخزيا" من قبل المنامة، فيما أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاق بين البلدين. وبهذه الخطوة تكون البحرين سارت على منوال الإمارات، التي كانت السباقة إلى التطبيع، وربط علاقات جديدة مع تل أبيب.

ملك البحرين حمد بن عيسى الخليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو
ملك البحرين حمد بن عيسى الخليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو © أ ف ب
إعلان

نددت كل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس بشدة بالتطبيع البحريني الإسرائيلي، الذي أعلن الجمعة. وقال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الاتّفاق "يشكل طعنة جديدة في خاصرة القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر الشعب".

وشجبت حماس ما وصفته "عدواناً" و"إضرارا بالغا" بالقضية الفلسطينية.

وكان ترامب ابتعد عن السلطة الفلسطينية منذ وصوله إلى البيت الأبيض عبر اتخاذه سلسلة قرارات لمصلحة إسرائيل، ساعيا بذلك إلى إرضاء الجماعات المسيحية الإنجيلية المهمة ضمن قاعدته الانتخابية.

"عمل مخز"

وأكدت طهران مرة أخرى رفضها لأي تطبيع مع إسرائيل عبر بيان لوزارة خارجيتها، اعتبرت فيه: أن "حكام البحرين سيصبحون من الآن وصاعدا شركاء في جرائم النظام الصهيوني باعتباره التهديد الدائم لأمن المنطقة وكل العالم الإسلامي..."، حسب تعبير البيان.

ووصفت الخارجية الإيرانية الاتفاق الجديد بأنه "عمل مخزٍ من قبل البحرين يضحي بالقضية الفلسطينية وعقود من النضال والمعاناة للشعب الفلسطيني، على مذبح الانتخابات الرئاسية الأمريكية" المقررة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.

ورأت أن "الشعب الفلسطيني المظلوم والمسلمين الأحرار في العالم سيرفضون التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، وبالتالي فإن هذا الإجراء المخزي سيبقى في ذاكرة الشعب الفلسطيني المظلوم وشعوب العالم الحرة إلى الأبد".

السيسي يشيد بالاتفاق "التاريخي"

ومن جانبه، أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتفاق "تاريخي" وبخطوة مهمة من أجل الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، "ستتيح إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية".

كما أكد الأردن الجمعة أن "زوال الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، معتبراً أنّ أثر اتفاق البحرين وإسرائيل يعتمد على ما ستقوم به الأخيرة.

ويُجمع خبراء على أنّ هذا التقارب بين إسرائيل ودول الخليج الذي بدأ منذ فترة ليست بقصيرة، سببهُ الأساسي العداء المشترك لإيران.

وتتشارك إسرائيل والبحرين ودول إقليمية أخرى مواقف متقاربة تجاه إيران. وتتّهم المنامة طهران باستخدام شيعة البحرين ضدّ النظام الملكي القائم.

ويُستبعد أن تكون المنامة أقدمت على هذه الخطوة دون موافقة من المملكة العربية السعودية، حليفتها الوثيقة التي يفصلها عنها جسر بحري.

توفيع اتفاق سلام في 15 سبتمبر

وجاء في بيان ثلاثي صدر عن إسرائيل والبحرين والولايات المتحدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني سيوقعان "إعلان السلام" خلال مراسم توقيع الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض في 15 أيلول/سبتمبر الحالي.

وجاء في البيان أن الرئيس الأمريكي أجرى اتصالاً مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلي "اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".

وقال البيان إن هذه الخطوة "تاريخية تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط، حيث إن الحوار والعلاقات المباشرة بين المجتمعين الفاعلين والاقتصادين المتقدمين، من شأنه أن يبني على التحول الإيجابي الحالي في الشرق الأوسط، وأن يدعم الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول من أعلن الاتفاق الجمعة، عبر تغريدة كتب فيها أن البحرين وإسرائيل توصلتا إلى "اتفاق سلام"، متحدثاً عن "اختراق تاريخي جديد اليوم". ويعتبر هذا التطور نجاحا دبلوماسيا لترامب على مشارف انتخابات رئاسية يتطلع الفوز بها لولاية ثانية، في مواجهة منافسه الديموقراطي جو بايدن.

اتفاق "يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها"

واعتبر مستشار العاهل البحريني للشؤون الدبلوماسية ووزير الخارجية السابق الشيخ خالد آل خليفة أن اتفاق تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل "يصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها".

وِأضاف أن الاتفاق "يوجه رسالة إيجابية ومشجعة إلى شعب إسرائيل، بأن السلام العادل والشامل مع الشعب الفلسطيني هو الطريق الأفضل".

وكان ملك البحرين جدّد خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى المنامة نهاية آب/أغسطس، دعم دولته لإقامة دولة فلسطينية، في موقف بدا في حينه أنّه يستبعد دعوة واشنطن إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل في أمد منظور.

ويجعل هذا الاتفاق من البحرين رابع دولة، بعد الإمارات والأردن في 1994 ومصر في 1979، تُقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.

 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24