بريطانيا: مجلس العموم يوافق مبدئيا على "بوليصة" جونسون بشأن البريكسيت

وافق مجلس العموم البريطاني مبدئيا على مشروع قانون تقدمت به حكومة بوريس جونسون يسمح لها بالتراجع عن بعض الالتزامات التي تضمنها اتفاق بريكسيت الذي تم التوصل إليه العام الماضي. وأثار مشروع القرار حفيظة الاتحاد الأوروبي وحتى من المعارضين له داخليا، حيث لم يصوت عليه سوى 340 نائبا مقابل 263 صوّتوا ضدّه. إلا أن جونسون اعتبره ضروريا "للحفاظ على سلامة بريطانيا سياسيا واقتصاديا". وطالب الاتحاد الأوروبي بسحبه مع نهاية الشهر الحالي على أقصى تقدير وإلا سيتخذ إجراءات لإحالة الأمر على القضاء.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مغادرا مقر الحكومة في وسط لندن في 8 أيلول/سبتمبر 2020
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مغادرا مقر الحكومة في وسط لندن في 8 أيلول/سبتمبر 2020 © أ ف ب
إعلان

وافق مجلس العموم البريطاني مساء الإثنين مبدئياً على مشروع قانون مثير للجدل قدّمته حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون ويسمح لها بأن تتراجع عن بعض التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق بريكسيت الذي أبرمته العام الماضي، وذلك على الرغم من تحذيرات الاتحاد الأوروبي والاعتراضات الداخلية على خرق القانون الدولي.

ومشروع القانون الذي أثار اعتراضات حتّى في أوساط الأكثرية المحافظة وافق عليه 340 نائباً مقابل 263 صوّتوا ضدّه.

وصرح جونسون بأنّ مشروع القانون الذي تقدم به يمثل "شبكة أمان" و"بوليصة تأمين" يأمل ألا تضطر البلاد إلى استخدامها.

وأتى التصويت بعيد ساعات على تشديد جونسون أمام مجلس العموم على أنّ هذا النصّ "ضروري للحفاظ على سلامة المملكة المتحدة سياسياً واقتصادياً".

وستتواصل عملية إقرار مشروع القانون في مجلس العموم الذي سينظر الأسبوع المقبل في تعديل يفرض العودة إلى البرلمان قبل أي تعديل يتعلّق باتفاق خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي.

واتّهم جونسون الاتّحاد الأوروبي بأنّه يهدّد بإقامة "حدود جمركية داخل بلادنا" بين مقاطعة إيرلندا الشمالية وسائر بريطانيا. وقال إن الاتحاد الأوروبي يستخدم الأحكام التي تهدف إلى تأمين السلام في إيرلندا الشمالية وسيلة "ضغط" في المفاوضات الجارية لإيجاد اتفاقية تجارة حرة.

وقال "لا يمكن لأي رئيس وزراء بريطاني ولأي حكومة ولأي برلمان أن يقبل" بمثل هذه الشروط، رداً بشكل خاص على الانتقادات التي وجهها أسلافه الخمسة الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وباعتراف الحكومة البريطانية، ينتهك المشروع القانون الدولي بطريقة "محددة ومحدودة"، الأمر الذي يتعارض مع بعض بنود الاتفاق الذي التزمت لندن بتنفيذه قبل أقلّ من سنة، ولا سيما التدابير الجمركية المتعلقة بإيرلندا الشمالية.

وهددت بروكسل، التي طالبت بسحب البنود المثيرة للجدل بنهاية الشهر على أبعد تقدير، باتخاذ إجراءات لإحالة الأمر على القضاء، واعتبرت مشروع القانون بمثابة ضربة لـ "الثقة" المتبادلة في حين لم يتبق للجانبين سوى بضعة أسابيع للتوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة وتجنب القطيعة المفاجئة وفرض تعريفات جمركية في 1 كانون الثاني/يناير. ويتوافق هذا التاريخ مع نهاية الفترة الانتقالية حين يتحقق الطلاق الفعلي.

وعلى الرغم من إقرار النص في قراءة أولى الإثنين، يمكن للنواب المتمردين في الحزب المحافظ تقديم دعم حاسم في الأيام المقبلة لتعديل قدمه النائب المحافظ روبرت نيل يحد من صلاحيات الحكومة بشأن أي خرق لاتفاق بريكسيت.

وعن المعارضة العمالية، قال النائب إد ميليباند "إنه اتفاقه" و"الفوضى التي أثارها" و"فشله"، وعلى بوريس جونسون "لأول مرة في حياته أن يتحمل المسؤولية".

وتصاعد التمرد داخل حزب المحافظين الإثنين مع صدور انتقادات عن جيفري كوكس المدعي العام السابق المحافظ والمؤيد لبريكسيت (وهو مستشار قانوني للحكومي)، ووزير المالية السابق ساجد جافيد الذي استقال من حكومة جونسون في شباط/فبراير.

المفاوضات مستمرة

تسبب هذا المشروع بأزمة سياسية دبلوماسية جديدة في مسلسل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي بدأت قبل أكثر من أربع سنوات بانتصار خيار بريكسيت في الاستفتاء.

وتنص الاتفاقية المبرمة في العام الماضي بين لندن وبروكسل على ترتيبات جمركية خاصة لإيرلندا الشمالية تهدف على وجه الخصوص إلى تجنب إعادة إنشاء حدود مادية بين جمهورية إيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، والمقاطعة البريطانية، وفقًا لاتفاقية السلام التي أنهت في 1998 ثلاثة عقود من العنف.

ويجب أن تظل إيرلندا الشمالية خاضعة لبعض الأحكام الأوروبية لمدة أربع سنوات، ولا سيما فيما يتعلق بتبادل السلع. لكن بالنسبة إلى لندن، يهدد الاتحاد الأوروبي برفض وضع المملكة المتحدة على قائمة البلدان المسموح لها بتصدير المنتجات الغذائية إلى هذه المنطقة التي هي جزء منها، مما سيمنع إيرلندا الشمالية من الاستيراد من باقي البلاد.

وإذا تمت الموافقة النهائية على مشروع القانون، فستكون الحكومة قادرة على اتخاذ قرارات تجارية من جانب واحد في إيرلندا الشمالية، على عكس ما تم الاتفاق عليه في الأصل.

وعلى الرغم من الأزمة التي أثارها هذا المشروع، فإن المناقشات مستمرة بين المفاوضين البريطانيين والأوروبيين حول اتفاقية التجارة الحرة.

ومن المقرر أن تستأنف المناقشات هذا الأسبوع في بروكسل، لكن الجلسة الثامنة الأسبوع الماضي لم تتوصل إلى حل بعض الخلافات الرئيسية، منها امتثال لندن لقواعد تجنب حصول منافسة غير عادلة عند حدود الاتحاد الأوروبي وشروط وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية.

وأكد الطرفان ضرورة الاتفاق في تشرين الأول/أكتوبر لتجنب أن تنتهي المرحلة الانتقالية من دون إبرام اتفاق ما سيؤدي إلى فرض رسوم جمركية بين المملكة المتحدة والكتلة الأوروبية ويهدد بتفاقم الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في بريطانيا.

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24