الإعلان عن عقوبات أوروبية على بيلاروس يثير غضب موسكو ومينسك

بروكسل (أ ف ب) –

إعلان

أعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة فرض عقوبات على مسؤولين في بيلاروس على خلفية الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، ما استدعى ردا غاضبا من مينسك وحليفتها موسكو.

وبعد جهود دبلوماسية استمرّت أكثر من ستة أسابيع، تمكّن أخيرا قادة الاتحاد الأوروبي من إقناع قبرص بالتخلي عن اعتراضها على العقوبات في قمة عقدت في بروكسل، ما مهّد الطريق أمام إدراج نحو أربعين مسؤولا في نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو في قائمة العقوبات.

وأعطى قادة الاتحاد الأوروبي موافقتهم على حظر السفر وتجميد أصول يملكها مسؤولون بيلاروسيون يحمّلهم التكتّل مسؤولية تزوير انتخابات 9 آب/أغسطس والقمع العنيف للاحتجاجات.

وسارعت مينسك إلى الإعلان عن فرض "عقوبات مضادة" على الاتحاد الأوروبي، علما أن ماهية هذه العقوبات لم تتضّح.

وجاء في بيان لوزارة خارجية بيلاروس أنه "في ما يتعلق بالعقوبات المرتبطة بالتأشيرات التي تبناها الاتحاد الأوروبي بحق عدد من المسؤولين البيلاروسيين، سيعلن الجانب البيلاروسي اعتبارا من اليوم عن قائمة من العقوبات المضادة".

وأكدت وزارة الخارجية البيلاروسية أنه من خلال فرض عقوبات "ساهم الاتحاد الأوروبي في إقصاء" البلاد، التي يصفها مراقبون كثر بأنها "آخر دكتاتورية في أوروبا".

وأشارت مينسك إلى أنها لن تكشف هوية المسؤولين الأوروبيين المستهدفين في عقوباتها المضادة، وهددت "بعواقب أكثر خطورة" إذا وسع الاتحاد الأوروبي قيوده.

- "ضعف" -

ومنذ إعلان لوكاشنكو فوزه بولاية سادسة بنسبة ثمانين بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، تشهد مدن بيلاروس تظاهرات احتجاجية حاشدة.

واعتقلت شرطة مكافحة الشغب آلاف المحتجين، أفاد كثر من بينهم بتعرّضهم للتعذيب وسوء المعاملة خلال التوقيف، ما استدعى صدور إدانات دولية.

وتدعم روسيا حليفها لوكاشنكو في هذه الأزمة، وقد عرضت تقديم دعم مالي كما ألمحت إلى تقديم دعم عسكري إذا اقتضى الأمر.

والجمعة أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والبيلاروسي لوكاشنكو "أكدا التزامهما تعزيز التحالف بين روسيا وبيلاروس"، وذلك في اتصال هاتفي بينهما.

ويدعو بوتين منذ زمن إلى قيام اتحاد بين روسيا وبيلاروس، وهو ما يستبعده لوكاشنكو إلى حد الآن.

وأعلن الكرملين أن بوتين ولوكاشنكو بحثا الأوضاع الراهنة في بيلاروس وأكدا ثقتهما بأن "المشاكل ستحلّ قريبا".

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد قال "نرى أن سياسة العقوبات بصورة عامة سيئة. وفي مطلق الأحوال، إنها دليل ضعف أكثر منه دليل قوة".

ومنذ آب/أغسطس يلوّح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على بيلاروس، إلا أن اعتراض قبرص أعاق وضعها حيّز التنفيذ.

واعترضت الجزيرة المتوسطية على فرض عقوبات على مينسك ما لم يتخّذ التكتّل موقفا أكثر تشددا تجاه أعمل التنقيب عن الغاز التي تجريها تركيا في المياه الإقليمية القبرصية.

- استثناء لوكاشنكو -

وتدخل العقوبات الأوروبية حيّز التنفيذ في وقت لاحق من يوم الجمعة بعد المصادقة النهائية عليها، لكنّها لن تشمل الرئيس البيلاروسي.

وعلى عكس بريطانيا وكندا اللتين فرضتا عقوبات على لوكاشنكو شخصيا، قرّر الاتحاد الأوروبي استثناءه من العقوبات على أمل إقناعه بالانخراط في محادثات مع المعارضة لإنهاء الأزمة.

وتستقبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا لإجراء محادثات.

وبعيد إعلانها الفوز في انتخابات التاسع من آب/أغسطس، هربت تيخانوفسكايا من بيلاروس، لكنّها تواصل الدفع باتّجاه إبقاء الضغوط قائمة على نظام مينسك، في حين تتواصل الاحتجاجات في مدن البلاد.