القبارصة الأتراك ينتخبون "رئيساً" وأنقرة تتابع من كثب
نيقوسيا (أ ف ب) –
نشرت في: آخر تحديث:
ينتخب القبارصة الأتراك الأحد رئيساً لدولتهم المعلنة من طرف واحد ولا تعترف بها سوى تركيا، في استحقاق يتنافس فيه مرشح تدعمه أنقرة و"الرئيس" المنتهية ولايته الذي ينتقد رجب طيب إردوغان.
وتنظم هذه الانتخابات وسط توتر شهده ملف التنقيب عن موارد الطاقة في شرق المتوسط خاصة بين أنقرة وأثينا الحليفة الرئيسة لجمهورية قبرص التي تسيطر على ثلثي الجزيرة جنوباً والعضو في الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت "جمهورية شمال قبرص التركية" (نحو 300 ألف نسمة) في الثلث الشمالي لهذه الجزيرة المتوسطية التي اجتاحتها تركيا عام 1974 رداً على انقلاب كان يسعى إلى توحيد قبرص واليونان.
وترى أنقرة في قبرص قطعة مهمة ضمن استراتيجيتها لتوسيع حدودها البحرية، وتتابع من كثب هذه الانتخابات التي دعي إليها 198 ألفا و867 ناخبا.
وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة (05,00 ت غ). ومن المتوقع أن تغلق عند الساعة 18,00 (15,00 ت غ). وكان ناخبون في إحدى مدارس شمال قبرص يضعون كمامات وبعضهم جاء بقفازاته الواقية، وفق ما نقل صحافيون في وكالة فرانس برس.
وبدت قواعد التباعد الاجتماعي لمكافحة تفشي وباء كوفيد-19 محترمة بفضل علامات إرشادية أرضاً ووجود عناصر شرطة أمام كلّ مكتب اقتراع.
وتجمع لائحة المتنافسين 11 شخصا، بينهم مصطفى اكينجي، الرئيس المنتهية ولايته وذو الحظوظ الوافرة حسب استطلاعات رأي، وهو ديموقراطي اجتماعي يبلغ 72 عاماً ويؤيد توحيد الجزيرة وتخفيف روابط الشمال مع أنقرة، ما يثير استياء إردوغان.
وتدعم تركيا القومي ارستين تتار (60 عاماً) الذي يشغل حالياً منصب رئيس الحكومة الممسكة بصلاحيات واسعة وفق قوانين جمهورية شمال قبرص التركية.
- "المستقبل" -
كانت مفاوضات توحيد الجزيرة قد تعثرت في عدة مناسبات، خصوصا بسبب مسألة انسحاب نحو 30 ألف جندي تركي متواجدين في الشمال.
ورأى عزت تولك، السبعيني المتقاعد لدى خروجه من مكتب اقتراع في شمال نيقوسيا آخر عاصمة مقسمة في العالم، أنّ "هذه الانتخابات مهمة لأننا بصدد اختيار الرئيس الذي سيتفاوض مع القبارصة اليونانيين حول مستقبل قبرص".
ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولية مساء. وفي حال أخفق أي من المرشحين في الحصول على نسبة 50% من الاصوات، سيتواجه المتصدران في جولة ثانية في 18 تشرين الأول/اكتوبر.
وتجري هذه الانتخابات بعدما تم الخميس فتح شاطئ مدينة فاروشا في شرق الجزيرة، التي أمست مدينة مقفرة منذ انقسام الجزيرة وتطويقها من قبل الجيش التركي.
وكان ارسين تتار أعلن إعادة فتح هذه المدينة التي غادرها في 1974 سكانها القبارصة اليونانيون، عقب محادثات مع إردوغان في انقرة الثلاثاء.
وندد اكينجي بهذه الخطوة التي رأى أنّها تمثّل تدخلاً تركياً في الانتخابات، كما نددت بها جمهورية قبرص إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التي تراقب المنطقة العازلة بين شطري الجزيرة. وكان قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي قد طالب بوضع فاروشا تحت إدارة قوات الأمم المتحدة.
- "قرار سيئ" -
وأدى فتح فاروشا إلى انسحاب حزب "الوزير-المرشح" قدرت اوزرساي من التحالف الحكومي وتفككه بحكم الأمر الواقع لتنحصر مهام الحكومة القائمة بتصريف الأعمال.
وأشار يكتان تركيلماز الباحث في منتدى الدراسات الإقليمية "فوروم تراسريجيونال ستودن" في ألمانيا إلى أنّ العديد من القبارصة الأتراك شعروا "بأن الأمر مسّ شرفهم وهويتهم" بسبب ما يعتبرونه تدخلاً من أنقرة، وذلك برغم أنّ إعادة فتحها لا تتخطى كونها قرارا رمزيا.
وقالت استاذة اليوغا ايشين دميراغ (59 عاما) عقب إدلائها بصوتها إنّ القرار "جائر بالفعل بالنسبة إلى مالكي (عقارات في فاروشا)، فقد جرى تجاهلهم علماً أنّه كان يجب أن تندرج قضيتهم ضمن اتفاق مستقبلي". وأضافت أنّ إعادة فتحها "تحت ضغط تركي ووسط استعراض قبل (ثلاثة) ايام من الانتخابات كان قرارا سيئاً".
كما تجري الانتخابات في أجواء أزمة اقتصادية تضخمت بسبب وباء كوفيد-19 الذي أدى إلى إغلاق مطار إرجان ونقاط العبور باتجاه جنوب الجزيرة، ما زاد من تعقيدات أي رغبة في الابتعاد عن تركيا التي تعتمد عليها "جمهورية شمال قبرص التركية" اقتصاديا.
وسجّلت شمال قبرص رسمياً أكثر من 800 إصابة بكوفيد-19 منذ بدء الأزمة، إضافة إلى اربع وفيات.
© 2020 AFP